فيما تستعد قيادات "14 آذار" لإحياء عيد الاستقلال في طرابلس عاصمة الشمال الأحد المقبل، فإن السؤال الذي يطرح: لماذا كان اختيار هذا المكان بالذات لهذه المناسبة، وهل لأنها مسقط رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وثلاثة وزراء آخرين في حكومته هم محمد الصفدي وأحمد كرامي وفيصل كرامي، أم لأنها تعتبر الخزان البشري لجمهور "14 آذار" بتنوعها الطائفي وقربها من محافظة عكار التي شكلت معها رافعة هذا الفريق وانتشاره الواسع في معظم مناطق وأقضية محافظة الشمال.
وفي هذا السياق، أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عاطف مجدلاني أهمية الاحتفال بعيد الاستقلال في طرابلس بالذات.
ولفت لصحيفة "السياسة" الكويتية الى ان "مدينة الفيحاء تستحق أن يقام فيها مهرجان كبير بمناسبة ذكرى الاستقلال المجيدة لأن سكانها يشكلون الشريحة الأوسع من جمهور "14 آذار" المليوني الذي قلب المعادلة في العام 2005, وأجبر الجيش السوري على الانسحاب من لبنان, ولأن جمهور طرابلس هم أهلنا، وقوة وجودنا على الساحة، وإليهم يعود الفضل بمجيء نجيب ميقاتي نائباً، وهذا ما سمح له أن يصبح فيما بعد رئيس حكومة". 
وأكد أن الشمال عموماً وطرابلس خصوصا، يتعرضان لأقصى الضغوط من قبل بعض الأجهزة التابعة للدولة، وبعض الأزلام التابعين للنظام السوري بسبب مساعدتهم النازحين، مضيفاً ان "طرابلس تتعرض لفتنة مذهبية ومؤامرة خطيرة من خلال توزيع السلاح على بعض الفئات الموالية لـ"حزب الله" وللنظام السوري، فيما نحن لم نكن ولا مرة من مؤيدي السلاح, وسنقف سداً منيعاً لأي محاولة لخلق فتنة طائفية أو مذهبية" في أي منطقة لبنانية.
وأضاف مجدلاني ان "المهرجان هو مناسبة لإعادة التأكيد على تمسكنا بثوابت "ثورة الأرز", والعبور إلى الدولة, من خلال سحب السلاح غير الشرعي, مع التأكيد على دور لبنان الرائد في الأمم المتحدة والالتزام بكل قرارات الشرعية الدولية".

وعن الأسباب التي دفعت "14 آذار لاختيار طرابلس لإقامة المهرجان, كشف مجدلاني أن زعيم تيار "المستقبل" سعد الحريري كان ينوي بعد مهرجان القلمون والشمال الانتقال إلى البقاع والجنوب والجبل, لكن الظروف الأمنية منعت القيام بهكذا مهرجانات, كما فرضت على الحريري أن يكون خارج لبنان, وعندما تمسح الظروف سنكون موجودين في كل لبنان لأن غالبية الشعب اللبناني تدعمنا وتؤيد طروحاتنا وتتمسك بشعارات "ثورة الأرز": السيادة والحرية والاستقلال.
وعن إمكانية أن يفاجئ الحريري جمهوره بالعودة إلى لبنان ورعاية المهرجان, قال مجدلاني: "هذا الأمر لا أحد يقرره غير الشيخ سعد نفسه", مؤكداً أنه سيكون له كلمة مهمة في هذه المناسبة.