ميريام الاشقر شهيدة كرامتنا

خدونا على قد عقلاتنا ومفهوميتنا، نحنا تركنا الامور الاستراتيجية والتغيير والاصلاح والربيع العربي لغيرنا، لانها "يمكن شغلي ما منفهم فيها"، ولكن اياكم، واياكم يا من تبقى من هذه الدولة اللبنانية العفنة والفاسدة والمستهترة ان تتلاعبوا بقضية الشهيدة ميريام الاشقر..

العام الفائت وقعت جريمة مماثلة في بلدة كترمايا في اقليم الخروب، فلم ينتظر اهالي وشباب كترمايا الدولة لتحصل لهم حقهم، وبادروا الى معالجة الامر بأنفسهم ومعاقبة الفاعلين وهم احسنوا صنعاً، لان الدولة عندما تفقد هيبتها وشخصيتها وحضورها يصبح من حق المواطنين والمجتمعات اخذ حقوقهم بيدهم ول كان ذلك لا يعجب البعض.

واهالي ساحل علما وكسروان وجبل لبنان كان يجب ان يبادروا الى ما فعله اهل كترمايا واكثر، لا لشيء الا لكي لا يسمحوا لهذه الدولة الفاسدة والعفنة بأن تتاجر بدم ميريام الاشقر وتهريب القاتل تحت ذريعة انه ربما كان ضابطاً في الاستخبارات السورية..

ولا يجب الاكتفاء بمحاكمة القاتل ومعاقبته سريعاً، بل يجب محاكمة رئيس الدير الذي وظفه وقدم له راتباً قدره 600 دولار اميركي في الوقت الذي تتضور فيها عائلات مسيحية كثيرة من الجوع وتبحث لها عن عمل يقيتها... وهذه من مسؤولية الرهبانية التي ينتمي اليها وكذلك البطريرك الماروني الحريص على كرامة شعبنا..

يتمسك المسيحيون اللبنانيون بالدولة ويقدمون لها كل الدعم والتأييد ويرفضون حمل السلاح والتمرد على الدولة، لكن الدولة لا تبادرهم الا بالعقوق ونكران الجميل والاهانات والقمع والاستهبال عليهم، لماذا ؟ لأن المسيحيين مشتتين وشراذم ولا احد يعتبرهم او يرفع لهم قيمة ما لم يرفعوا قيمتهم.

لو حدثت هذه الجريمة في الشوف لدى اخواننا الدروز، تصوروا كيف كانت الامور ؟ ولو حدثت لنا اخواننا الشيعة تصوروا ايضاً ماذا كانت ستكون الامور ؟ اما لدى المسيحيين فنحن رزق سائب وزعمائنا لا هم لهم سوى القتال والصراع على السلطة والمال، وعندما يدعوهم سامي الجميل الى الوحدة يسخرون منه، كي لا نقول اكثر من ذلك، وصدق فينا قول تشرشل الانكليزي بعد مجازر 1860: "الشعب المسيحي في لبنان جماعة من الاسود لكن زعمائهم".

ميريم الاشقر رحمك الله ورحم الله كرامتنا وشهامتنا ورجولتنا.