السفير
تعدد مصادر واسعة الاطلاع في فريق 8 آذار في تصريح لصحيفة "السفير" الأسباب الموجبة لاستمرارية الحكومة، كالآتي:
- غموض صورة "الشخصية البديلة" التي يمكن ان تتولى رئاسة الحكومة بعد نجيب ميقاتي، في ظل عدم التأكد من قدرة الاكثرية الحالية على إعادة التحكم باختيار الرئيس المكلف، ولعل ما سيزيد من صعوبة المهمة بالنسبة اليها هو ان المطلوب منها ترشيح اسم تستطيع «تسويقه» ويحظى بالقبول داخليا وخارجيا، الأمر الذي لا يبدو متاحا بسهولة.
- عدم إمكان ضمان موقف النائب وليد جنبلاط، وهو في أحسن الحالات لن يقبل بأقل من نجيب ميقاتي الذي سيشترط للعودة عن الاستقالة تمويل المحكمة، ما يعني الدوران مجددا في الحلقة المفرغة، وإذا طال الأمر فقد تقود حسابات جنبلاط او رهاناته الى التصويت لصالح الرئيس سعد الحريري، بناء على منحى التطورات السورية.
- إن إستقالة الحكومة والعجز عن تشكيل بديلة عنها سيعنيان تحولها الى «تصريف الأعمال» لفترة طويلة، وهذا ما لا يمكن ان يحتمله البلد الذي يواجه تحديات داخلية وإقليمية كبرى تتطلب وجود حكومة فاعلة، تستطيع ان تتخذ القرارات المناسبة على الصعد السياسية والامنية والاقتصادية والمعيشية، وإلا فإن الأزمات المتناسلة وحدها هي التي ستملأ الفراغ.
- ان فشل الاكثرية الراهنة في تقديم تجربة مقنعة على مستوى الحكم سيرتد وبالا عليها حين يدق جرس الاستحقاق الانتخابي المقبل، حيث سيحاسبها الناس في صناديق الاقتراع على إخفاقها، ولن يعطوها فرصة ثانية بعدما تكون قد فرطت بالأولى، في حين ان العكس سيحصل وفوزها سيغدو مضمونا إذا نجحت في الاستفادة من وجودها في السلطة لصناعة الإنجازات.
- ان انهيار الحكومة في الوقت الحاضر سيشكل ضربة قوية لدمشق التي تتعرض لحصار عربي وغربي محكم، ولا يجوز ان يتحول أصدقاؤها وحلفاؤها في لبنان الى عبء إضافي عليها من خلال إسقاط حكومة تحسن التعامل مع الأزمة السورية، كما ظهر عبر سلوكها في مجلس الأمن والجامعة العربية، بل ان البعض ذهب الى حد القول ان وزير الخارجية عدنان منصور بات اليوم وزير خارجيتي لبنان وسوريا، بعد تعليق عضوية الأخيرة في الجامعة العربية واتخاذ قرار بمنع سفر مسؤوليها الى الدول المشاركة في تنفيذ العقوبات بحقها.
ـ عامل آخر يركز عليه أحد اشد المتحمسين للحفاظ على الحكومة، وهو الرئيس نبيه بري الذي كشف لـ"السفير" عن انه تبلغ مؤخرا أن هناك كميات وافرة من الغاز والنفط تم رصدها في البحر، قبالة بيروت وصولا الى جونية، وفقا لدراسات علمية أعدتها شركة "سكتروم" الانكليزية المتخصصة، ما يتطلب برأيه من الحكومة المسارعة الى استثمار هذه الثروة الآخذة في الاتساع، وتجنب قتل الوقت الثمين، سواء بالتباطؤ في العمل او بالاستقالة.