أنت في لبنان؟؟!! انت اذاً مراقب على مدار الساعة والفصول! اتصالاتك تحت "سماعّة" " الحشريين"، وأحاديثك في غرفة نومك تسجلها " الحيطان"...أنت ايضا محور عدسات المراقبة المزروعة على الطرقات في بعض المناطق، " لدواع أمنية"!
أنت في المتن؟! انتبه اذاً لسيارات الـ Services...وللترمس والعرانيس!
يتحسن "أداء" الاستخباراتيين التابعين لحزب الله يوما بعد يوم. يجهدون في ابتكار اساليب جديدة للتنصت والمراقبة في اجواء غامضة تمويهية. يصعب على المواطنين ملاحظتهم، او الشكّ بأمرهم... انه عالم المخابرات "المافيوزي" الناشط في دولة اللادولة.
يقال ان أجهزة الاستخبارات في لبنان عديدة ومتعددة الجنسيات. منذ مدّة قصيرة، سلّطت الاضواء على ملف ال CIA ، بعد الاعلان ان حزب الله كشف عملاء في صفوفه يتعاونون مع وكالة المخابرات المركزية الاميركية. قبله، اقرّ الحزب بالقاء القبض على كوادر من صفوفه يعملون كخبراء للسفارة الاميركية في عوكر.
اسرائيل لها " أدواتها" في لبنان. وبطبيعة الحال ايضا سوريا وايران. دول اخرى لها ايضا "يد". الحرب المخابراتية مشتعلة في بلادنا اذا، اسوة بباقي دول الجوار والبعيد.
ولكن، لماذا يراقب حزب الله أو غيره، أهل المتن وكسروان؟
أضافت أجهزة الاستخبارات، او فعلّت، طريقة اخرى للمراقبة. الى جانب شبكة سيارات الأجرة التي تقلّ مواطنين ليل نهار، حيث يعمد السائق- رجل المخابرات الى انتزاع ما امكن من معلومات من افواه "زبائنه"، برز اسلوب آخر.
تقضي " الخطة" باقامة " حواجز" ثابتة عند المداخل كافة لكلّ بلدة. و"الحاجز" قوامه : رجل وراء عربة "جوّالة" تحمل الترمس والذرة. عند المستديرات او على الارصفة، يقف هؤلاء البائعون على مدار السنة. تحت الشمس الحارقة وفي البرد القارس. عند السابعة مساء وعند الرابعة فجرا، وفي كلّ الساعات والظروف. تراهم يحدقون بالمارة. لا " تزمط" منهم اي سيارة. يكادون يكرسون الحواس الخمس "لعملهم"!
يخبر احد سكان المتن موقع Kataeb.org، وقد فضلّ عدم الكشف عن اسمه، انه لاحظ ظهور ثلاثة بائعين بالتزامن ، كلّ على احدى المستديرات التي تؤدي الى منطقته. " فجأة، وجدوا مع بعض، والغريب انهم لا يفارقون امكنتهم مهما حصل". بحسب ما يتردد في مجالس بعض الامنيين الخاصة من احاديث ومعلومات، تحوّلت شكوك المصدر الى حقيقة : "انهم رجال مخابرات" تابعين لحزب الله، يضيف.
يراقبون المارة...يراقبون السيارات...يراقبون متى تصل من عملك الى بيتك في المساء ومتى تغادر في الصباح...يعرفون الطرقات التي تسلكها والأماكن التي تتردد اليها في منطقتك...
اللافت ان بائعي الترمس والذرة هؤلاء، "لا يصدقون" ان يأتي زبون ما، ليبدأو بالتحدث معه مستحضرين شتى المواضيع ، وفق مبدأ "الحكي بجرّ حكي"...والويل لمن يقع " في الشباك"!
هكذا اذا نعيش. ماذا بعد والى اين...لسنا ندري! على امل الا نصحو غدا لنكتشف انهم غافلونا اثناء نومنا وزرعوا تحت جلدنا معدات تنصت!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك