يبتعد الفنانون بغالبيّتهم عن الآراء السياسية، معتبرين أن السياسة لن تقدّم ولن تؤخّر... وما تفرّقه السياسة يجمعه الفنّ...
ولكن ما أن بدأت "الثورة السوريّة" حتى حملت الفنانة أصالة شعلة حرية التعبير عن رأيها الخاص، فهاجمت، بطريقة أو بأخرى، النظام ومؤيديه. البعض أيّد مواقفها متمسكاً بحرية التعبير، أمّا البعض الآخر فهاجم الفنانة ورفض استحقاقها حمل الجنسية السورية، معتبراً أنها عار على الوطن وفنّه.
وعلى الرغم من إقامتها خارج بلدها، غير أنّ أصالة لم تكفّ عن المطالبة بالحرية والعدالة وفي الوقت نفسه... ولم تتوقف التهديدات والرسائل المبطنة التي تصلها.
في السنة الماضية تمّ توقيف أصالة في مطار بيروت بعد أن قدّمت الدولة السورية مذكّرة بحقّها متهمةً إياها بالخيانة ومطالبة بالتخلي عن جواز سفرها. لكنّها سرعان ما اجتازت الموقف وعبّرت عن حبّها للبنان بكلّ ما فيه. وما لبثت أن قلبت الصفحة على هذه الحادثة، حتى توالت رسائل التهديد من جديد فور علم المهدّد بأّنها ستحضر مجدداً الى لبنان.
بقيت أصالة متكتّمة عن الموضوع الى أمس حيث ذكرت تفاصيل زيارتها الأخيرة للبنان والتهديدات التي وصلتها.
وكتبت: "قبل يومين من زيارتي للبنان، بدأت تصلني رسائل تهديد وشتائم بقساوة كبيرة. بكى قلبي لأنّ المهدّد إبن بلدي الذي رفض الإفتخار بالنجاح الذي أقدّمه لسوريا والوطن العربي".
وأضافت: "اردت أن أتكلم عن الأمر لأنّني قرّرت تخطي خوف التهديدات وأصحابها فأنا متأكدة أنهم غير مقتنعين بما يقولون. وأتمنى ألا يتكرر ما حصل لأنّ روحي تتألم كل يوم بسبب سوء فهم أهلي وأحبائي لما أقول أو بما أشعر..."
ربما انتقدت أصالة الوضع السياسي في بلدها واستفزّت شريحة كبيرة، ولكن أيستحق الأمر أن تهدّد بحياتها مرات عدة؟ ولماذا اختار "ابن بلدها" أن يهدّدها كلما قرّرت المجيء الى لبنان؟ ألا يعلم أنّ لبنان أرض الاختلاف والتنوّع؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك