أجهضت روسيا إغراءات مالية بشكل صفقات عرضتها عليها دول عربية ثرية لتخفيف زخم دعمها لسوريا ولاستمالتها الى محورها المناهض لدمشق التي تواجه منذ آذار الماضي تحركا شعبيا متصاعدا ضد النظام، أدى ذلك الى سقوط ضحايا من الضباط والجنود ومهاجمة ثكن ومراكز للمخابرات، مما دفع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى التحذير من ملامسة ما يجري في سوريا الحرب الاهلية.
وأفادت مصادر ديبلوماسية تملك هذه المعلومات "النهار" ان ردة الفعل على الاغراءات المالية العربية التي تقدر بملايين الدولارات دفعت بموسكو الى مزيد من التصلب في دعم النظام السوري الحاكم، تبلور في مجلس الامن بمنع محاولات عديدة بذلت لاصدار قرار إدانة للتصدي العسكري السوري للمدنيين المحتجين او للذين يسقطون بفعل مطاردة العناصر المسلحة التي تنصب مكامن في أنحاء مختلفة من الاراضي السورية. وقد أحبطت روسيا ايضا مساع كانت بذلتها الولايات المتحدة الاميركية ودول اوروبية اخرى في مقدمها فرنسا وبريطانيا، مما أدى الى "فرملتها" باستثناء صدور توصية غير ملزمة عن الجمعية العمومية للامم المتحدة ضد سوريا بالاستناد الى توصية صدرت. وأشارت الى أن التهديد الروسي باستعمال حق النقض إزاء اي قرار يصدر عن مجلس الامن ادى الى "تيئيس واشنطن وباريس ولندن"، وفقا لتعبير أحد الديبلوماسيين في البعثة الاميركية في نيويورك، "الى بذل الجهود لادانة سوريا بسبب ممارساتها ضد المدنيين المخالفة لحقوق الانسان".
ولفتت الى ان موسكو رأت في المبادرة العربية التي وافقت عليها سوريا مخرجا ملائما لانهاء الصدامات ووقف العقوبات التي تنزل بمسؤوليها من كل حدب وصوب من اميركية الى اوروبية واخيرا عربية. فديبلوماسيتها مجندة لايجاد آلية تنفيذية لجعل المبادرة العربية مقبولة. وقد بعث لافروف برسائل الى نظرائه في عدد من الدول العربية وكان لبنان من يبنها، إذ تسلم وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور واحدة من نظيره الروسي. وذكرت المصادر لـ" النهار" أبرز ما ورد في مضمونها وهو "ان روسيا تؤيد مبادرة جامعة الدول العربية"، وأن الجامعة وسوريا بذلتا مجهودا من أجل تقريب المواقف لمشروع البروتوكول المطروح من مجلس وزراء الخارجية العرب، الهادف الى وقف القتال والشروع في الحوار من أجل التوصل الى الاصلاحات التي ترمي اليها المعارضة.
وأكدت الرسالة أن مشروع البروتوكول "يمكن ان يساعد على الحل وتفعيله من اجل الاستقرار، وكذلك على إجراء مفاوضات بين السلطات والمعارضة". وركزت على ضرورة إيجاد تسوية سلمية.
وكشفت المصادر عن اتصالات تجريها مصر مع الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في محاولة لتضييق شقة الخلاف بينه وبين سوريا التي طالبت بتضمين البروتوكول ملحقا بالاستفسارات السورية عن محتواه.
وخلص مسؤول لبناني الى القول "ان روسيا تفكر في هذا المجال استراتيجيا وليس تكتيكيا". وقال: "ليس ما يشير الى ان السعي الروسي قد نجح نظرا الى عمق الخلاف بين دمشق وصانعي القرارات التي صدرت عن دول عربية مؤثرة للضغط على سوريا من أجل وقف العنف الذي تلجأ اليه ضد المسلحين من طرف واحد، دون الاجابة عن كيفية ضبط المسلحين.
وتخوف مسؤول حكومي آخر من الاجراءات المتوقع صدورها اليوم السبت في الدوحة عن فريق الخبراء لتنظيم الحصار الجوي والمصرفي لشركات الطيران العربية، والتضييق على تنقل الشخصيات السورية وسواها من الاجراءات.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك