عندما إتخذ في دمشق قرار بعث رسالة إلى أنقرة عبر بيروت من خلال تشكيل حكومة متناغمة مع نظامٍ يتهاوى تحت وطأة دماء شعبه، تسارع تساقط أوراق التوت العديدة التي اختبأ وراءها أركان فريقٍ وضع نفسه أداةً طيعة في خدمة مشاريع عابرة للحدود. ومع إنقضاء الخريف والدخول في شتاءٍ داكنٍ، تتحول هذه الأوراق الصفراء والبرتقالية إلى أوراقٍ ساقطة من أغصان الشخصانية بفعل رياح الإزدواجية التي غدت الخبز اليومي لأقليةٍ وطنية ارادت بترهيبها أن ترتدي وشاح أكثريةٍ وهمية يكاد ثوبها الفضفاض أن يتهاوى مع كل نسمة حقيقة.
فيا بواسل الروابي وأخلاء الحارات، ارحموا هذا الوطن، وعوضاً عن إستجدائكم الدائم لفواشة خارجية، استمعوا لنبض الأرز وصونوا كرامة الشعب، واعملوا بحسب تعاليم أديانٍ لا تتذكرونها إلا للاستغلال الرخيص.
تداعبون عواطف ومشاعر اللبنانيين المنتشرين في جميع أصقاع العالم بالكلام عبر المنابر عن حقهم في المشاركة بالحياة السياسية اللبنانية في أماكن وجودهم... وتسكتون في الوقت عينه عن تهريب هذا ألحق وعدم تنفيذ القانون من خلال وزارة سيطرت زبائنيتكم عليها... كم نشتاق إليك يا شارل مالك مترئساً للدبلوماسية اللبنانية!
تستخدمون ذريعة شهود الزور لإسقاط حكومة دخلتموها من الباب الخلفي كأقلية متسلطة تطالب بالمشاركة... وتنسون قواعد الديمقراطية وحجج المشاركة مصبحين أنفسكم شهود زور على حكومة تخطت إرادة الشعب وإستزلمت لقصر الشعب...
تتهمون أعلى سلطة قضائية دولية بالعمالة والإنحياز، ثم تعترفون بها ضمناً مهربين تمويلها... طبعاً يحق للتلميذ النجيب ما لا يحق للسعد الأمين...
تدعون انكم لستم هواة سلطةٍ ولا مقاعد ولا مناصب، ثم تسقطون كل خطابكم الديماغوجي وتقبلون بما يحافظ على قبوعكم في وزاراتٍ أهم ما يجذبكم إليها حب السلطة والتمسك بالمنفعة الشخصية..
تتسابقون على اعلان تضامنكم مع ثوار مصر ضد الاستبداد، ثم تستعملون نتائج التغيير المصري لتبرير وقوفكم إلى جانب طاغية دمشق...
تخوفون قواعدكم من بروز تيارات إسلامية في الدول التي يعصف بها التغيير، فيما أنتم متحالفون مع نظامٍ ديني ظالم بحق شعبه وأقلياته وجيرانه.
تتمعنون في تهميش وعدم إحترام سيد بكركي، وثم تحرفون أقوال خلفه لوضع هذا الصرح الوطني الكبير في قفصكم الضيق... أما نحن فكنا حراس مجد لبنان مع بطريركنا العظيم الدائم مار نصرالله بطرس صفير، وسنبقى رواد الشركة والمحبة مع أبينا بطريرك انطاكية وسائر المشرق مار بشارة بطرس الراعي.
لا أنتم طلاب إصلاح ولا أدوات تغيير.. لستم أنصار حرية ولا دعاة إنسانية..
همكم أنفسكم وسلاحكم تحريف وتحوير الحقائق..
لأنكم كأسيادكم ابطال الإزدواجية وملوك الشخصانية... تترافقون معهم في المسار، وبالتأكيد سيجمعكم بهم المصير.
غوستاف قرداحي
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك