أحدث قرار تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الاسبوع الماضي حالة من الإرباك داخل قوى 8 آذار وكذلك في صفوف قوى 14 آذار·
ففي 8 آذار تحديداً لدى ميشال عون الذي اعلن تراجعه عن رفضه تمويل المحكمة، فهو بعد ان اعلن انه سيدعي على رئيس الحكومة بتبذير اموال الدولة، وان المحكمة غير دستورية وغير شرعية اعلن بأنه "يفضل المصلحة الداخلية وانه لن يكون ملكي اكثر من الملك" (وذلك في اشارة الى موافقة حزب الله)·
وكذلك كان الموقف المسبق لدى حزب الله الذي اعلن اكثر من مرة رفضه لتمويل المحكمة لانها اميركية - اسرائيلية، فهذا الموقف اوقعه بحرج شديد لانه اضطر لذلك بعد علمه بأن القرار جاء من دمشق وان المخرج من ابتكار حليفه الرئيس نبيه بري·
اما قوى 14 آذار فظهر ان التمويل جاء خلافاً لتوقعاتهم، فلم تكن هذه القوى على موقف موحد منه، وحالة الارباك كانت كبيرة فذهبت للطعن بطريقة القرار رغم ترحيبها بالتمويل·
وسط هذه الاجواء المشحونة بالتوتر والارباك التقت صحيفة "اللواء" نائب "الجماعة الاسلامية" في لبنان الدكتور عماد الحوت واجرت معه حواراً هادئاً وقراءة لهذه التطورات الساخنة داخلياً واقليمياً·
فاعتبر ان "قرار التمويل جاء من دمشق وما حصل اعتراف بالمحكمة الدولية وتسليم بأن بقاء الحكومة حاجة سورية، وحفاظاً على السلطة لاقتسام الجبنة"، مشيرا الى ان ميقاتي هو من اختار ليكون رئيساً لحكومة فريق واحد يحاول اضعافه ليجعل من رئاسة الحكومة مكسر عصا>·
ورأى الحوت انه "لا مصلحة لاحد بتعديل الطائف قبل تطبيقه كاملاً حيث سيفتح ملف التعديلات على مصراعيه، وان عون لا يستطيع التلاعب بالطائف الذي منح رئيس الحكومة صلاحية تحديد جدول اعمال مجلس الوزراء"·
أكد ان تهجم السيد حسن نصر الله على الرئيس ميقاتي كان لتبرير الموافقة على التمويل امام جمهوره بعدما رفع السقف عالياً"·
واعلن الحوت خاتما ان "لبنان لا يستطيع تحمل نتائج الخروج على الاجماع العربي لان خروجه كان في قضية خاسرة، وانه يجب مساندة الشعب السوري الذي يناضل من اجل حقوقه وحريته"·
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك