رأى "نائب وسطي" أن النائب وليد جنبلاط كان يوم الأحد الماضي واضحا جدا في التعبير عن توجهاته العامة التي تطبع شخصيته ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
وأوضح النائب عينه في مجالسه انه هذا هو جنبلاط وانه ظهر بحده الأدنى سواء في مواقفه من سوريا ام من سلاح حزب الله، ام المحكمة الخاصة بلبنان.. الا انه بعث برسالة حين انضم الحزب الاشتراكي الى تحالف 14 آذار علنا في انتخابات نقابة اطباء الاسنان، وهو ما يحصل علنا وللمرة الأولى منذ استدارة جنبلاط ولاسيما منذ اسقاط حكومة سعد الحريري، وانقلاب القمصان السود.
واشار النائب الوسطي لصحيفة "الانباء" الكويتية ان جنبلاط 14 آذاري الهوى، عروبي التوجه لبناني المنشأ سيادي المسار، شرعي الانتماء، مصرا على الحقيقة والعدالة، متمسكا بإنجازات الحركات الاستقلالية والمسارات الديموقراطية، ثابتا في دعم قضية فلسطين ومناصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة اسرائيل، وفي تطوير الواقع العربي ديموقراطية وفكرا وتوجهات.
واعتبر النائب المذكور ان جنبلاط هكذا كان وهكذا سيبقى لكن راداراته تفرض استدارة هنا وانحناءة هناك وطمشة هنالك ومساكنة أحيانا وسجالا احيانا اخرى.
إلا أن جنبلاط يبقى لبنانيا وابن المختارة وسياديا في الصميم، وهو ما تجلى بأبهى صوره في العامين الماضيين وما يتكرس في الأيام الأخيرة.
وبنظر النائب الوسطي ان جنبلاط لم يترك صفوف 14 آذار بل اخذ فرصة مفتوحة واستأذن حلفاءه ورفاق الدرب وسرعان ما استدار نصف استدارة ستكتمل عكسيا في طالع الأيام.
اتقاء الشرور
ومن الناحية العملية يضيف النائب الوسطي: فقد اتقى جنبلاط شر النظام السوري وتداعيات 7 مايو والقرار الاتهامي، حتى انه اضطر الى زيارة دمشق وإلى اللقاء مع السيد حسن نصرالله فقدم تنازلات واتخذ مواقف لم يكن يقتنع بها لولا الحاجيات والضرورات لا بل الطوارئ.
ووصلت الامور الطارئة حسب النائب الوسطي إلى انضمامه إلى الأكثرية العابرة والاعتراف بما تخلى عنه اي ما يتعلق بسلاح حزب الله والتحالف مع سورية.
وعند هذا الحد يذكر النائب الوسطي ان جنبلاط استبقها فكان الانفصال والتباعد بين أعضاء اللقاء الديموقراطي فمشي جنبلاط في خيار 8 آذار، وبقي عدد من النواب مع 14 آذار والخط الاستقلالي اي حيث بقي قلب جنبلاط وعقله، وحيث تثبت مناصروه.
وبعد أشهر عدة بقي جنبلاط وسطي النهج واستطاع ان يبرز ان اكثر من ثلثي شخصيته مع الخط السيادي ومشروع الدولة فاصطدم حكما مع النظام السوري وحزب الله والعماد عون.
واليوم يضيف النائب الوسطي: التأم شمل اللقاء الديموقراطي دون ان يكون ذلك حدثا غريبا ومستبعدا لأكثر من سبب.
لم تكن الأمور شخصية بين طرفي اللقاء الديموقراطي ولم تصدر عن اي منهما مواقف تسيء الى بعضهما البعض ولم يشكل النواب مروان حمادة وفؤاد السعد وانطوان سعد وهنري حلو اي كتلة نيابية مستقلة ولم يقطع جنبلاط مع كل هؤلاء، ولم يعلن مرة انه يتجه الى التحالف مع هذا او ذاك من السياسيين او الاطراف في الجبل.
والأهم ان جنبلاط عاد ليعرب عن انسجامه مع نفسه مما فتح الطريق حكما بين الطرفين على الأساس الوطني الكبير الذي شغل القاعدة لتحالف التيارات السيادية في السنوات الأخيرة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك