كشف مصدر سياسي مطلع ، ان سببين رئيسيين فرضا الخطاب الناري للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الأثنين في ذكرى عاشوراء، بالإضافة إلى خروجه إلى العلن للمرة الأولى منذ العام 2008.
وأوضح المصدر لـصحيفة "السياسة" الكويتية، أن السبب الأول داخلي حيث عقدت قيادة "حزب الله" اجتماعاً ناقشت فيه تداعيات الخطاب السياسي الأخير لنصر الله يوم الخميس الماضي، والذي تناول فيه قرار الرئيس نجيب ميقاتي تمويل المحكمة الدولية.
وخلص المجتمعون إلى أن الخطاب فشل على كل المستويات إذ لم يقتنع جمهور "حزب الله" بمبررات تمرير التمويل، ولم يصدقوا أن الحزب لم يقبل ضمناً به لاعتبارات سورية فقط تقتضي الإبقاء على الحكومة.
كما لم يقتنع أحد في أوساط الحزب بقدرته على تحريك ملف شهود الزور في مواجهة الفريق الآخر لأن ثلث الحكومة على الأقل يرفض الأمر، وبالتالي سيكون الحزب إذا أصر على شهود الزور أو فرض جدول أعمال معين على الحكومة يلبي طموحات العماد ميشال عون أمام خطر استقالة ميقاتي مجدداً.
وأضاف المصدر: تأكد لقيادة "حزب الله" أنه في ظل الإصرار السوري على عدم سقوط الحكومة، فإن الحزب لا يملك أي ورقة ضغط على ميقاتي الذي سيكتسب المزيد من القوة على الصعيد الدولي لمواجهة نفوذ "حزب الله" وليس معارضة قوى "14 آذار".
أما السبب الثاني, وفقاً للمصدر فهو خارجي حيث تبلغت قيادة "حزب الله" من الجانبين الإيراني والسوري تقييماً جديداً للوضع الإقليمي، وتحديداً في ظل الثورة في سورية والمواجهة الغربية مع طهران.
بالنسبة لسورية، تفيد المعطيات الجديدة أن النظام يعتبر أن الجامعة العربية فشلت في ضغوطها عليه، وأنها لن تتأخر في طلب التدويل لذا بدأت التحضير لمواجهة عسكرية قد تقع في أي وقت إذا نجحت الدول الغربية في استصدار قرار من مجلس الأمن.
وفي الجانب الإيراني، قررت طهران الإبقاء على سخونة العلاقة مع الغرب بانتظار تطور الوضع السوري في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، لذلك وجب على "حزب الله" تصعيد استنفاره السياسي بالتزامن مع استمرار استنفاره العسكري القائم منذ أسابيع.
وبحسب المصدر نفسه، وجد نصر الله فرصته للتعويض عن فشل خطابه السابق فاستغل المهرجان الجماهيري الكبير بذكرى عاشوراء، ليحضر شخصياً متحدياً.
وأطلق رسالتين واضحتين: الأولى للداخل بأن حزبه يبقى الأقوى رغم الأسلحة الفردية التي يمتلكها الجميع، ورغم بعض قرارات الحكومة، والثانية للخارج بأن ترسانته الحربية جاهزة للانخراط في أي حرب إقليمية، إذا واصل العالم حشر المحور الإيراني - السوري في الزاوية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك