بات لجدراننا ألحان... وصباح مرّت من هنا
10 Aug 201506:18 AM
بات لجدراننا ألحان... وصباح مرّت من هنا
 
الغرافيتي فن الكتابة والرسم على جدران الممتلكات الخاصة والعامَة، نشأ قديماً فوُجد منذ الإمبراطوريّة الرومانيّة واليونانيّة. أمَا في لبنان فأخذ منحى مختلفاً خصوصاً خلال الحرب الأهليّة، وتحوّل الى وسيلة للتحريض الديني والطائفي. في ذلك الوقت كانت جدران مدينة بيروت حزبيّة وطائفيّة، فماذا عن اليوم؟
 
من الجمّيزة الى شارع الحمرا... من محمود درويش وفيروز وسمير قصير وعلي عبد الله، أشهر متشرد في شارع الحمرا، الى صباح.... شاب لبناني يطلق الإبداع من محطة الموهبة ويسير على سكّة الإرادة والعزم، هو "يزن حلواني" (22 عاماً)، الذي لم يقف صغر سنّه حاجزاً أمام خبرته وعمق تفكيره في فن الغرافيتي، حيث ينشر الطاقة الإبداعية لكلّ من يشاهد لوحاته، فتنطق بيروت، على يده، قصّة إبداع. 
يهدف حلواني، من خلال لوحاته، الى إيجاد هويّة لبنانيّة عبر نشر رموز الثقافة اللبنانيّة، مضيفاً أنّ الهويّة اللبنانيّة مفقودة "والحقّ على أصحاب القرار الي ما نشروا الثقافة اللبنانية والعربية". ويقول: "أرسم وجوه لبنان الحقيقيّة... "ومش يلّي منشوفا على الأخبار".
 
عجز حلواني عن إسكات موهبته. يشير الى أنّ الغرافيتي ينمو مع المدينة وليس عكسه، فلدى اختياره جدران بيروت يركّز على تاريخها ويتواصل مع سكّان المنطقة ليستوحي منهم. هو يؤمن بأنّ الثقافة اللبنانيّة تراث فكري وحضاري واجتماعي، ويجب أن نتعامل معها بشكل جدّي لبناء دولة حقيقيّة. ويلفت الى أنّه، منذ بداياته، كان يرسم على الجدران من دون أخذ إذن رسمي ولكن كانت الشرطة "تمشّي الحال على الطريقة اللبنانيّة"، وفق قوله. ولكنّه قرّر بعد ذلك طلب الإذن من أصحاب الأملاك ومحافظ بيروت، الأمر الذي يستغرق الكثير من الوقت قبل المباشرة بالرسم. فلوحة الفنّانة صباح، مثلاً، استغرقت نحو ستّة أشهر من الجهد والوقت للحصول على إذنٍ رسمي قبل أن يبدأ رسمها على مبنى مقهى "كوستا" في شارع الحمرا.
 
ولدى سؤالنا عن الأدوات التي يستخدمها حلواني في لوحاته الإبداعيّة، يشير الى أنّ أداة الغرافيتي الأساس هي ما يسمّى بالبخاخ أو ما يعرف بالـ Spray Can.
إلا أنّ إبداع يزن لا يتوقف عند هذه الحدود، فهو يُدخل أدوات جديدة في الرسم على الجدران، منها الريشة العادية المستخدمة في الطرش، فيُبحر بريشته على متن الألوان ورقص الخطوط. أما نحن، مشاهدوه، فلنمتّع نظرنا بأعماله، بعد أن طال تشويه جدران مدينتنا بفوضى الرسوم والصور والملصقات و... النفايات.