
شربل رحمة
يختلف الفنان وائل كفوري كلياً بتغريداته على موقع "تويتر"، عن زملائه النجوم اذ إنه، بتميّز وخفة دم، يختار أبيات الشعر... ليغرّد.
أبيات شعرية بأوزان مختلفة تطغى على صفحته، فنكاد نظن بأننا نقرأ لشاعر نقدي وليس لفنان... فالفنانون بغالبيتهم لا يغرّدون بهذه الطريقة.
وما يعطي هذه الصفحة رونقاً مميزاً، أن وائل لا يكتب الشعر للحب والرومنسيات فقط، انما "يجود" بالأبيات في مجالات عدّة ويرفق معها صوراً لتزيد التغريدة معنى. واذا دخلت صفحته... علقت فيها.
في الوطنيات على سبيل المثال، يظهر بأسلوب نقدي للوضع الراهن، محفّزاَ متابعيه على تغيير الواقع قبل فوات الاوان. وهذا ما كتبه عن "النفايات":
ولا لحظة كان بيخطر عا بالي
يصير فينا هيك ونوصل لهل الحالي
الفرق كبير .. بين لَم الجبايي وتنظيف جيوبنا
وبين تنظيف البلد ولم.. الزبالي
وعن الفقر كتب:
شعب لبنان عا الفقر...... تَسَلسَل
تا صرنا بْأُمرتو من بعد ما رقابنا سَلسَل
حلك يا شعب توعى وتغير مصيرك
لأنو رح منخلص قبل ما يخلص هل المسلسل
وعن الأمّ عبّر قائلاً:
لا بيّك خيّك... عمّك
ولا اختك لْ... من دمك
ولا في مخلوق بهل الكون
بيعتل غير إمك... همك
أما عن قانون السير الجديد، فعبّر عن عدم رضاه قائلاً:
سْأَلتو دَخلَك ليش.. عابس
وجّك........ مِصْفَر ويابس
قلّي بْربَك...... هل القانون
شو بيفرق عن الحادس؟؟؟
وللسخرية حصة جيّدة من تغريداته. فهو كما يتّضح، لا يقبل الخطأ ولا يتكتّم عنه. وهذا ما قاله عن اضاءة الطرقات في لبنان:
الله يبارك........ بالأرمات
وضْويّة.......... السيارات
يلي بْ فَضلُن..... منورين
على الميلين....... الطرقات
من جهة اخرى، يتمتع وائل بروح الفكاهة في تغريداته، اذ انه ينقل توقعاتك الى البعيد... فتكون النتيجة مضحكة جداً:
Lmahta bi taraff ...........3ayni
W ta..sawarta mech hayni
Mech ma32ouli .....wa2fetha
Mannequin Hal.....lbsayni
(لمحتا بطرف عيني، وتا صوّرتا مش هيني، مش معقولي وقفتها، "مانوكان" هالبسينة)
لوائل أيضاً، شعور مرهف تجاه الصعوبات التي يمرّ بها الوطن العربي ككل، خصوصا تلك التي تضرب الصغار، وتحرمهم الطفولة والحياة... وهكذا توجّه الى اهالي المغرب بعد الحوادث التي حصلت فيه:
الواحد عن جد بينهار
بس يسمع هيكِ أخبار
شو ذَنبُن دخلك يا ربّي
يموتو بْ حادث هل لصغار !
وتجدر الاشارة الى أنّ الجمهور يتفاعل بشكل كبير مع تغريدات وائل. الأمر الذي يؤكد شفافيته في تعبيره عن آرائه وسهولة وصول رسائله الشعرية الى ذهن القارئ... ما يجعل من صفحته عالماً مختلفاً.