استمرت بعض الاعتراضات على المطامر المقترحة ضمن خطة الحكومة لمعالجة أزمة النفايات، فيما أكد وزير الزراعة أكرم شهيب لـ "السفير" ان تنفيذ الخطة سيبدأ هذا الاسبوع، لان النفايات تتكدس، والوقت أصبح داهماً، ولم يعد بالإمكان الصبر أكثر، منبهاً الى أنّ فاتورة الانتظار أصبحت باهظة الى الحد الذي يفوق قدرتنا وقدرة البيئة الصحية على التحمل.
وستطبق "خطة شهيب" على قاعدة "تلازم المسارات" بين مطامر سرار والناعمة والنقطة الحدودية مع سوريا في البقاع، انعكاسا للتوازنات الطائفية والسياسية التي باتت شرطا من شروط نجاح الخطة، على قاعدة 6 و6 مكرر، بعدما ربطت بعض الجهات موافقتها بضمان تحقيق "التوازن" المناطقي والطائفي في تحمل أعباء المطامر والنفايات.
وبينما يزور شهيب اليوم العماد ميشال عون لإطلاعه على المراحل التي بلغتها التحضيرات للمباشرة في تنفيذ الخطة، يواصل وزير الداخلية نهاد المشنوق مساعيه لتعبيد الطريق أمامها في المناطق التي يملك فيها "تيار المستقبل" نفوذا وازنا.
وقالت أوساط المشنوق لـ "السفير" إنّ معطياته إيجابية، وهو يتابع اتصالاته مع جميع الجهات، من دون استثناء، وبصرف النظر عن التوجه السياسي لهذا الفريق أو ذاك. وأوضحت ان المشنوق حريص على استطلاع آراء كل ذوي الصلة بخطة النفايات ومعالجة الهواجس الموجودة لدى بعضهم، وهو قطع شوطا على هذا الصعيد.
وبعد الاجتماع الموسع الذي سبق ان عُقد في "البيال" مع عدد من ممثلي عكار، يحاول المشنوق، بدعم من الرئيس تمام سلام، إقناع الفعاليات البقاعية المعنية (عنجر ومجدل عنجر والمحيط) بالموافقة على استحداث مطمر في النقطة المحاذية للحدود مع سوريا، لا سيما انها باتت تبعد كيلومتر و800 متر عن الموقع السابق في المصنع، والذي تقرر الاستغناء عنه بعدما تبين انه قريب من مصادر المياه الجوفية.
وبالترافق مع الجهود السياسية المبذولة لتسويق الخطة في المناطق المعنية، تتواصل الاستعدادات التقنية للتنفيذ، حيث يتواصل العمل في سرار لتحويل المكب الى مطمر، على ان يتم في الأثناء تجهيز "الباركينغ" الذي ستوضع فيه النفايات مؤقتا، في انتظار الانتهاء من إنشاء المطمر وفق المعايير الصحية والبيئية التي التزم بها شهيب أمام عدد من فعاليات عكار.
أما بالنسبة الى الموقع الحدودي في البقاع الذي لم يمانع "حزب الله" في اعتماده، فقد أنجزت الخرائط المتعلقة به تمهيدا لانطلاق أعمال استحداث المطمر.
وأوضح شهيب لـ "السفير" ان من بين أسباب الإصرار على بدء تطبيق الخطة هذا الاسبوع، هو ان كمية النفايات المتراكمة تزداد يوما بعد يوم، ويُخشى من ان تصل "الى حد يصعب معه على مطمر الناعمة احتواؤها ضمن مهلة الاسبوع التي التزمنا بها"، مشيرا الى ان المقدّر، وفق الخطة، نقل ما بين 50 و70 ألف طن من النفايات الى مطمر الناعمة الذي يجب ان يقفل بعد 7 أيام من فتحه، تمهيدا للمباشرة في مشروع توليد الطاقة للمنطقة المحيطة به.
ودعا شهيب معارضي الخطة الى الكثير من الواقعية والقليل من التنظير، لان الخيارات أمامنا ضيقة جدا، ولا يوجد في الوقت الحاضر بديل عملي وفوري أفضل من الخطة المقترحة.
وحول المآخذ على اقتراح الخطة تمديد عقد الكنس والجمع والنقل مع شركة "سوكلين"، اعتبر شهيب أن هذا الخيار كان ضروريا لتسيير المرفق العام ولاستحالة تلزيم هذه الخدمات فورا إلى مشغّل جديد، لافتا الانتباه الى أنّ التلزيم يتطلّب ثلاثة أشهر على الأقلّ، "فماذا نفعل بالنفايات خلال هذه الفترة وهل نتركها تتكدس في الشوارع، الى حين وضع دفتر الشروط وإجراء المناقصة وفض العروض واختيار الفائز ثم انتظاره حتى يغدو جاهزا للعمل؟".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك