من الطبيعي في مرحلة دقيقة كالتي نمرّ بها في المنطقة ان نقرأ، نتابع، نحلل، نتوقع. ولكن الاهم ان نمارس الديمقراطية قولاً وفعلاً. وما هي الديمقراطية اذا تجاوزت رأي الشعب الذي هو مصدر السلطات ومكرّس الديمقراطية. وحين الشعب يقول كلمته ويدعم النظام فلا نظام في العالم يقوى على هذا النظام. الاّ اذا استبحنا الارض والعرف والشعب باسم "الديمقراطية". ولان سوريا قيادة وجيشا وشعباً منسجمة ومتفقة على ان الحاصل هو للنيل من سوريا الدولة المقاومة والممانعة، سوريا بوابة لبنان الوحيدة الى العالم العربي والى العالم. فكيف يقرأ اللبناني الحاصل بمعزل عن مواقف الشخصيات والتيارات والاحزاب. حسناً بادرت "الدولية للمعلومات" الى استطلاع اراء اللبنانيين حول الاوضاع في سوريا والنتيجة لم تفاجىء فوعي الشعب اللبناني كان العامل الاساس في انتصار الوطن على الكيان الصهيوني ففي النتيجة ان 56 بالمئة مع بقاء النظام و17 بالمئة مع رحيله. اكثرية لبنانية مع النظام ليس حباً به ربما بل حباً بالامان والسلام والقدرة على المواجهة. ومقابل ما نشر في "الدولية للمعلومات" من الضروري قراءة ما ينشر في "الواشنطن بوست" حول "سقوط الاسد يعني سيناريو يوم القيامة للشرق الاوسط" فيما يرى كتاب اميركيون ان "سوريا كالبنك الدولي... اكبر من ان يُسمح بسقوطها". وفي كلا الحالين يُسمح او لا يُسمح علماً انه يسمح وفق المصالح ولا يُسمح في حال الضجر.
فحين تنجح اي دولة في اجتياز الاختبار تنتقل اللهجة الدولية الى القول "لا يُسمح بسقوط هذا النظام". وذلك لتجميل خيبتها من خسارة اهدافها. وعليه نشهد تبدلاً في الموقف القطري. وقد نشهد غداً تبدلاً في الموقف التركي. فمن ينجح في ضرب المرسوم يفرض على الآخر اعادة القراءة في العلاقة.
وبالامس كان اتصال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالرئيس الاسد وقد اعرب عن تقديره للتجاوب مع مطلب الامم المتحدة لتقييم احتياجات السكان المتضررين.
غداً الجمعة يوم آخر للتظاهر قد يعطي مؤشراً جديداً والارجح انه مؤشر ايجابي لعودة الاستقرار قريباً الى دولة تهمتها الوحيدة انها مقاومة ومنسجمة مع تاريخها وجغرافيتها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك