لا بدّ أن "عونيّين" كثيرين، ومن بينهم نوّاب، سارعوا أمس الى ولوج حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لإزالة ما كتبوه في الماضي عن النائب خالد الضاهر. اتّضح لهؤلاء، فجأة، بأنّ الضاهر لم يكن يقصد إزالة تمثال يسوع الملك من مكانه إلا ليُنقل الى موقعٍ أفضل فيؤمّه الحجّاج، وفي طليعتهم الضاهر نفسه. وقد ثبُت لهؤلاء أيضاً بأنّ ما سبق أن أطلقه الضاهر من مواقف بحقّ المؤسسة العسكريّة لم يكن إلا حرصاً منه على الجيش. حتى أنّ كلام الضاهر عن نبوءة سبقت ولادته، ثمّ انطلاقته كالصاروخ، أسيء فهمها، فالرجل كان يمزح طامحاً لأن يحلّ ضيفاً في برنامج "لول" على الشاشة البرتقاليّة أو، حتى، لإعداد طبقٍ شهيّ في مطبخ "تيتا لطيفة".
لسنا وحدنا من أساء فهم الضاهر. ميشال عون هو من أخطأ أيضاً في تفسير كلام نائب عكار، قبل أن يكتشف بأنّ مواقف الأخير تتطابق تماماً مع مواقفه، من حزب الله والحرب في سوريا والتنظيمات التكفيريّة ومختلف الشؤون الداخليّة.
من هنا، كان لا بدّ أن يزور بيار رفول، المحاضر الأول في الوطنيّة والصلابة في المواقف والملقّن، في إطلالاته الإعلاميّة التي لا يشعر متابعها بالملل أبداً، عن مخاطر التطرّف الديني، النائب خالد الضاهر، على رأس وفد، من أجل طلب السماح من سعادته على سوء الفهم الذي كلّف "التيّار" عشرات المواقف والتصريحات والمقابلات والتغريدات.
وما دمنا نتحدّث عن سوء الفهم، فالحريّ بنا أن نعترف بأنّنا أسأنا مراراً فهم العماد عون. فعلنا ذلك حين قرأنا كتبه وسمعنا مواقفه. فعلنا حين آمنّا بأنّه يمكن سحقه من دون أخذ توقيعه، وحين قال لنا إنّه لا يغيّر مواقفه ويخوض الحروب من أجل ذلك. الحروب غير الرئاسة، وهذا ما لم نكن نعرفه أبداً. لعلّ بيار رفول مقصّر لأنّ الرجل، قبل أن يقصد عكار موجّهاً دعوة الى خالد الضاهر لزيارة الرابية، كان عليه أن يدرّبنا على تلقّي الصدمات، فالرئاسة تبيح المحظورات وتمحو التصريحات وتعيد طمر القبور التي تُفتح في المناسبات.
من حقّ ميشال عون، في السياسة، أن يقول ما يريد، ويطلق الموقف الذي يناسبه. ولكن، فليتجنّب في المستقبل، مع صهره، استغلال الجيش وشهدائه وتخويفنا من "داعش"، لأنّنا، حينها، سنواجهه بصورة بيار رفول في ضيافة خالد الضاهر. وقد نواجهه، لاحقاً، بصورته مع الضاهر في صالون الرابية، مرفقة بتعليق: أيّتها الرئاسة كم من التنازلات تُرتكب باسمك.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك