سكونٌ يخرقه صوت التّرانيم والصّلوات في دير بعيد عن الزّحمة، إنّه دير مار يوسف في جربتا، حيث يشعر الزّائر بأنّه في عالم آخر بعيداً عن هموم الحياة ومصاعبها. وفي أسبوع الآلام والقيامة، لا بدّ من تسليط الضّوء على أعمال الخير، ففي الدّير "بيت راحة" يضمّ مسنّين أدّت ظروف الحياة إلى إبعادهم عن عائلاتهم وإيوائهم في مسكنٍ يؤمّن لهم الرّعاية والإهتمام.
أوضحت رئيسة دير مار يوسف في جربتا الأمّ ميلاني مقصود، أنّ القدّيسة رفقا خدمت كثيراً وتمثّلت بالمسيح الذي هو أب الرّحمة الإلهية، كما أنّها اتّحدت معه من خلال الإيمان والرّجاء والمحبّة ممّا جعلها رسولة الرّحمة.
وأشارت في حديث إلى موقع الـmtv الإلكتروني، إلى أنّ القدّيس يوسف هو أبالعائلة وخادم الرّحمة الإلهيّة، وهذا ما أدى إلى تبلور أعمال الرّحمة في الدّير، من خلال خدمة الزّوّار والمرضى بالإضافة إلى "بيت الراحة" الذي يعتني بالمسنّين الذين هم بحاجة إلى الإهتمام وإلى الخدمة، وقد تأسّس عام 1946، وهو يأوي حالياً حوالى 50 مسنّاً ومنهم من الحالات الخاصّة.
الأمّ مقصود أكّدت أنّ "هناك من يعطون من وقتهم للمسنّين للإعتناء بهم، كماأنّ الدّير يضمّ راهبات يعملنَ مثل خليّة نحل"، مجدّدة التأكيد أنّ القدّيسة رفقا هي "رسولة الرّحمة والمثال الأعلى للراهبات"، وكشفت عن افتتاح مبنى جديد لـ"بيت راحة" تبرّع أحد المحسنين من أجل تشييده.
سبق وأعلن قداسة البابا فرنسيس هذه السّنة سنة الرّحمة الإلهية، ولبنان بلد يعيش من الرّحمة وهو ما يتجسّد بقدّيسيه. دير مار يوسف في جربتا، تتبلور فيه الخدمة وأعمال المحبّة بفضل القدّيسة رفقا ومار يوسف شفيع العائلة والمربّي الصالح. وكم نحن بحاجةٍ الى أناس رحماء يربّون أولادهم على خوف الله والتّربية الصّالحة...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك