سأل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر "ما هو مصير الشرق ومصير بلادنا في ضوء قيامة يسوع المسيح؟ ألم يدرك بعد أبناء منطقتنا إن الناس أخوة للناس وإن أي خلاف ديني أو اجتماعي لا يجوز أن يعطل مشيئة الله في خلقه وهي مشيئة تأمر بالتعارف والتلاقي وممارسة الغفران؟"، لافتاً إلى أنّ "قوى العقل والاعتدال في المنطقة مسؤولة حقا عن بذل كل الجهود لتنوير الأفكار الجانحة عن الحق. كما أن الدول العظمى في الكون لا يحق لها أن تنظر إلى مآسي الآخرين نظرة الإفادة الأنانية منها قبل أن تتعاطى معها بحكم الموقع المتقدم لها في ركب الحضارة. وإن كان الرب يسوع قد أرسى أسس المصالحة بين الأرض والسماء، وبين أهل الأرض جميعا أفليس الأقربون أولى بالمعروف ليضعوا أنفسهم في خدمة هذه المصالحة، متوكلين فيها على الله وعلى مواعيده المقدسة؟".
وقال في عظته خلال الإحتفال ببقداس أحد القيامة المجيدة وقداس منتصف الليل في كاتدارئية مار جرجس في بيروت: "في وطننا العزيز لبنان، فإن دولة واحدة لم تبق في الأرض إلا ونبهت خواطرنا إلى ضرورة انتخاب رئيس للبلاد يكون رمز وحدتها وضامن حقوقها في المحافل الدولية. وإلا فلا مكانة مرموقة للبنان في العالم ولا ضمانة كافية لمصالحه. في الأمس بالذات قال آخر زائر لنا وهو الأمين العام للأمم المتحدة إن حق لبنان لن يصان كما يجب ما لم يكن للبلاد رئيس. فهل الانتظار أكثر من ذلك يحمل فائدة حقيقية أم إن حل مشكلة الرئاسة سيأتي لا سمح الله بعد أن يكون الوطن قد دفع فاتورة لا يعوضها أي حل من هذا القبيل؟".
وأضاف: "إننا نناشد القيمين عندنا أن يتحاوروا بالعمق وبكل صدق وإخلاص ليجدوا المخرج الملائم لهذه العقدة المستعصية. فالقضية هي قضية وطن رسالة يجب ألا يضيع وقضية شعب صنع حضارة العيش المشترك التي فرضت نفسها حلا لمشكلات شعوب كثيرة. فليلهمنا المسيح القائم من الموت وصانع المصالحة والوحدة بين البشر أن تتم الوحدة في ما بيننا وأن نجتمع كلنا تحت راية المحبة والخلاص الوطني المنشود. وإله الصلح والسلام يكون معكم دائما، وانتصار المسيح على الخطيئة والموت قوة ملهمة لانتصارنا على كل ما يعيق خير وطننا وخير نفوسنا".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك