حين تهين "مغنية الجسد" القدّيس شربل...
01 Sep 201611:55 AM
حين تهين "مغنية الجسد" القدّيس شربل...
شربل رحمة

شربل رحمة

استفزّني، لا بل أثار اشمئزازي، مشهد بتُّ أراه كثيراً على صفحات عدد من الفنانات، بما أنّهنّ الأكثر نشاطاً على مواقع التواصل الإجتماعي. مشهدٌ لم تتقبّله عيناي، ولم يرتح له قلبي. فاغفر لي يا ربّ، فما أحاول كتابته في هذه السطور لا ينبع من رغبة في إدانة أحد.

 

كنتُ أخيراً أبحث عن صورة لمغنية لأرفقها بخبر عن نشرها مقاطع فيديو قصيرة اتُّهِمَت بسببها بالإيحاء الجنسي، وإذ بي أعثر على الكثير من الصور الجريئة التي يتخطّى بعضها حدود الأخلاق. لا تقدّم هذه المغنية فنّاً راقياً، وما من أغنية واحدة لها، على الأقل، حقّقت نجاحاً جماهيريّاً، ولذلك فهي تعتمد على الترويج لنفسها عبر صورٍ فاضحة، خصوصاً أنّ صوتها لن يفي بالمهمّة، ولن يوصلها الى ما تتمنّاه في هذا المجال، فكان جسدها الجميل هو جواز المرور الى الشهرة كفنّانة استعراضيّة، إن صحّ التعبير.

ولعلّ بعض القرّاء سيظنون أنّني من الأشخاص "المعقّدين" الذين لا يحبّذون عرض مفاتن الأجساد والتباهي بها، ولكنّ الأمر ليس كذلك. وعلى الرغم من أنّنا، كأفراد أوّلاً وكصحافة ثانياً، لا يحقّ لنا انتقاد ما تنشره من صور على حسابها الشخصي نظراً لحريّتها الكاملة في استخدامه كما تريد، إلّا أنّ صورة القديس شربل متوسّطةً لصورها التي تظهر فيها شبه عارية، لم تكن في الحسبان ولا يمكن للعقل أن يتقبّلها.

 

لسنا نحكم في هذه السطور على إيمان هذه المغنية والتزامها الديني، إلا أنّ المنطق لا يتقبّل صورة قدّيس طاف العالم بأعاجيبه الى جانب "المايوه" وغيره من التفاصيل التي يصعب عليّ أن أذكرها مع اسم القدّيس الحبيب في المقطع نفسه.

 

ولعلّ هذه المغنية، كغيرها من المغنيات اللواتي ينشرن بين صورهنّ الفاضحة صور القديسين والقديسات، تجثو يوميّاً على ركبيتها استنجاداً بمار شربل وتشفّعاً لبركاته، إلّا أنّه ومن غير المقبول أبداً، أن ترفق صورته بعد تعرّيها أمام عدسات أحد المصوّرين، في تناقض واضح بين السلوكَين.

 

فإلى من يتعاطين الفنّ من باب استعراض الجسد ومفاتنه، نتمنّى عليكنّ احترام المقدّسات والاحتفاظ بها في منازلكنّ وقلوبكنّ، فهناك صدق الإيمان وعمقه... وابتعدن، نرجوكنّ، عن لصق صورة قدّيس الى جانب صوركنّ شبه العارية.