لا شيء يوحي بقرب الحلّ، فلبنان ما زال بعيداً من أولويات المنطقة، وكل ما هو حاصل سجال سياسي اعتاد عليه لبنان من أجل ملء الوقت الضائع. وفي هذا الجوّ انعقدت جلسة الحوار من دون أن تخرج بما يمكن البناء عليه، إلا أن سجالاً حول الميثاقية والتمثيل المسيحي بين الوزير جبران باسيل والنائب سليمان فرنجية، قد خرق جمودها على الرغم من نفيه من قبل المكتب الإعلامي للرئيس نبيه بري.

مصادر مشاركة في الحوار لم تؤكد ولم تنفِ السجال، إلا أنها أكدت حرص بري على الإستمرار يعكس الصورة الايجابية والهادئة بين المتحاورين.

وكانت أفادت معلومات أن فرنجية توجّه الى باسيل قائلاً: "ماذا تمثّل وأنت لم تفز بالإنتخابات النيابية".

خلط الأوراق

وفي سياقٍ متصل، رأت مصادر نيابية أن تحالفات 8 و14 آذار قد سقطت بعدما خلطت أوراق المرشحين للإنتخابات الرئاسية، سائلة على سبيل المثال، أين ينصف الدكتور سمير جعجع في تحالف مع "المستقبل" أو مع التيار "الوطني الحر" انطلاقاً من التحالف المسيحي؟! وكذلك أين ينصف عون وهل ما زال ضمن تحالف 8 آذار أم بات أقرب الى "القوات"؟!

وأضافت: من هنا البلد بات بحاجة الى تفاهمات واسعة أُطلق عليها تسمية سلّة أو غيرها من التسميات.

وذكرت المصادر بأن إنتخاب الرئيس ميشال سليمان في العام 2008 ما كان ليحصل لو لم يقرّ إتفاق الدوحة سلسلة من التفاهمات من قانون الإنتخابات الى تشكيل الحكومة وتفاصيلها، والتي دخلت حيز التنفيذ بعد الإستحقاق الرئاسي. وهذا ما نحن بحاجة اليه اليوم وإن كان انعقاد "دوحة" لبنان أو "خارجية" ما زال غير متاح حتى اللحظة.

الأطراف المستفيدة

في الموازاة رأت أوساط "مستقبلية" ان الفراغ الرئاسي يشلّ الدولة وهناك أطرافاً تستفيد منه، معتبرة ان ايران ما زالت تأخذ ورقة الرئاسة رهينة لديها و"حزب الله" ينفّذ "الحكم"، وتستخدمها في مفاوضاتها حول سوريا.

واعتبرت أن "حزب الله" يرمي الكرة باتجاه الآخرين ويتحدث عن تجزئة السلّة ما يعني أنه يطرح كل الأفكار باستثناء الفكرة الأساسية وهي تقديم التنازلات من أجل إنتخاب الرئيس.

وإذ اعتبرت ان "حزب الله" يعطي "البنج" للعماد ميشال عون كي يبقى على الوضع الراهن، قالت: كتلة نواب "المستقبل" مستعدّة وجاهزة دائماً لتأمين النصاب، وبالتالي على كل الأطراف التي تدعم عون أن تؤمّن له عدد الأصوات اللازم لإنتخابه رئيساً، وعندها سنكون من أول المهنئين.

الحريري - جعجع

وعن العلاقة بين الحريري وجعجع، لفتت الأوساط الى أن هذه العلاقة لطالما تعرّضت لانتكاسات، لكن الثوابت والمبادئ ما زالت هي هي منذ العام 2005، مضيفاً: هدفنا واحد هو ملء الشغور الرئاسي وإن اختلف التكتيك وكيفية المقاربة، وتابعت: ترى "القوات" أن ترشيح عون هو الطريق الأقرب للخروج من المأزق وتسيير مؤسسات الدولة، لكن تيار "المستقبل" لا يشاطرها الرأي.

وبالنسبة الى الشأن الحكومي، اعتبرت الأوساط أن التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي بات أمراً واقعاً وهناك إصرار لدى كل الأطراف المشاركة في الحكومة بعدم جواز الفراغ في المؤسسة العسكرية، خصوصاً وأن لا توافق في مجلس الوزراء من أجل تعيين خلفاً لقهوجي، وبالتالي سقف اعتراض التيار "الوطني الحر" سيبقى مضبوطاً.

وكالة "أخبار اليوم"