"ما أكثر المغنّين وأقل الحسّاسين"...
07 Sep 201613:14 PM
"ما أكثر المغنّين وأقل الحسّاسين"...
خاص موقع mtv

خاص موقع mtv

"ما أكثر الذكور وأقلّ الرجال". مثلٌ علّنا نعيشه اجتماعياً، وخصوصاً في الزمن الراهن. وعلّه أيضاً يمكننا التيمّن به والقول: "ما أكثر المغنين وأقلّ الحسّاسين". وربّما، هذه الكلمات يمكنها أيضاً أن تقال في ظلّ ما نسمعه غناءً من المغنّين...

 

تدخل يوميّاً إلى مسامعنا مئات النغمات. أكثرها يكون صخباً وضجيجاً وأقلّها عذباً. في هذه المسألة الوضوح تامّ والجواب واحد. لكن، إذا لاحظنا الأداء الغنائي للمغنّين، عموماً، من حيث ما إذا كانوا يشعرون أو يعيشون كل ما يغنّونه، سواء على صعيد قصّة الأغنية أو لحنها سندرك أن هذه المسألة مختلفة ولها أبعاد عدّة.   

 

قلائل هم المغنّون الذين يغنّون فقط الحالات التي يشعرون بها أو التجارب التي يعيشونها في حياتهم الشخصية. فكم من فنان أو فنانة غنّوا الخيانة والعتاب والحزن في فترة لم يتعرّضوا فيها لهذا الموقف؟ وكم منهم ومنهنّ رووا بصوتهم قصّة حبّ جميلة وصادقة في فترة ربّما كانوا يتعرّضون خلالها للخداع من قبل حبيب؟

 

رغم هذا التناقض الذي ينشأ غالباً بين الحال التي يعيشها الفنان والشعور المختلف الذي يجب أن يقدّمه في الأغنية كلاماً ولحناً، أثبت بعض المغنين والمغنيات أنهم يملكون نقطة قوّة تسمح لهم بإيصال المعنى الحقيقي والكامل للأغنية في كل النواحي مهما اختلف وضعهم النفسي عن مضمون القصة وأجواء النغمة.  

يبقى أنّه مهما حاول بعض المغنّين إدخال أنفسهم في حال القصة التي يجب أن يظهروها بأدائهم الغنائي، ومهما اصطنعوا الإحساس سيفشلون للسبب الأبسط على الإطلاق، ولعلّ هؤلاء يعرفونه جيداً...