لفت النائب ميشال موسى الى ان "العدو التكفيري الوجه الاخر للعدو الاسرائيلي يضرب في عمق بلادنا العربية هادفا للقضاء على حضارة الاف السنين وعلى التاريخ والجغرافيا قتلا وتشريدا وتدميرا وابادة، ساعيا الى انشاء امارات وكيانات مصطنعة تعيدنا الى عصر الظلمات والقبائل المتناحرة وشريعة الغاب تحت مسميات مختلفة".
اضاف: "مثل هذه الظواهر الغريبة عن مجتمعاتنا، والتي لا يقرها عقل ولا دين هو بلا شك صنيعة قوى لا تضمر لامتنا سوى تفتيتها وتدمير نسيجها وجعلها كيانات صغيرة متناحرة، لا يفيد منها سوى العدو الإسرائيلي".
وقال: "لقد وعى الامام المغيب موسى الصدر منذ البداية ابعاد المخططات الاسرائيلية خصوصا مع اندلاع الحرب الاهلية في لبنان وتحولها في بعض الاحيان نزاعات دينية ومذهبية، فأكد في حواراته الصحافية "ان المسيحيين هم اخوان لنا في الايمان وفي الوطن وفي العروبة وان وجودهم الى جانبنا هو تمايز للبنان"، مؤكدا ان "لبنان ضرورة حضارية للعالم نتمسك بوحدته ونصون كيانه واستقلاله"، لافتا الى انه "اذا اسقطت تجربة لبنان اظلمت الحضارة الانسانية"، مشددا على ان "التعايش امانة غالية في اعناق اللبنانيين وميزة لبنان الخاصة"، مشيرا الى ان "التعايش اللبناني اقدم من الميثاق الوطني".
اضاف: "انطلق من هذا الحرص الشديد لدى سماحة الامام المغيب على فرادة لبنان والعيش المشترك فيه لاقول ان الامام الصدر حذر من خطورة سقوط التجربة اللبنانية، لانه كان يدرك ان البديل لن يكون سوى ما نشهده اليوم في العراق وسوريا من استفحال ظاهرة الارهاب والارهابيين ومحاولة استباحة كل القيم الانسانية والدينية والاخلاقية. وفي هذا السياق اعتبر ان تقسيم لبنان ووجود اشباه امم حول اسرائيل هو خطر حضاري لا بد من علاجه بدقة واناة، متهما كل القيادات الاسرائيلية بالتطرف".
وختم: "ان الارهاب الذي تعيشه منطقتنا والذي طاول لبنان بشظاياه لا يواجه الا بالعودة الى الوحدة الحقيقية بين اللبنانيين ودعم مؤسساتهم الشرعية ولا سيما منها المؤسسات العسكرية والامنية وانتخاب رئيس للجمهورية والاتفاق على قانون انتخاب عادل وواسع التمثيل والحفاظ على لبنان الذي يمثل خط الدفاع الاول عن القيم الحضارية ويسقط كل المشاريع التفتيتية المذهبية والطائفية التي تتطلع اليها اسرائيل".