هل إستخدمتم "خدمة الفضائح" الجديدة؟
23 Sep 201606:29 AM
هل إستخدمتم "خدمة الفضائح" الجديدة؟
جيسيكا حبشي

جيسيكا حبشي

من يُشاهد الفيديوهات الكثيرة للنّقل المباشر أو ما يُعرف بـLive على موقع "فيسبوك" يظنّ أنّ المواطنين باتوا يغطّون كالمُراسلين أبرز الحوادث التي تحصلُ في البلد على أنواعها، إلاّ أن الواقع هو أنّ هذه الخدمة باتت متنفّساً لسخافة البعض ممّن "لا شغلة لديهم ولا عملة".

فيديو لشخصٍ يتناول الطّعام، وآخر لامراة تُخبر مُتابعيها عن إصابتها بالزّكام الشّديد، وتشكرهم "لايف" على تمنّيهم لها الشّفاء العاجل، وفيديو أيضاً لرجلٍ يتنزّه في شوارع بيروت ويأكل البوظة، ونقلٌ مباشر من قلب الحدث حيث تقبع إمراة في سريرها، تتمنّى ليلة هنيّة لأصدقائها، واللائحة تطول مع اكتشاف البعض متأخّرين هذه الخدمة وحشريّتهم المُفرطة التي دفعتهم لاستخدامها في أكثر الوضعيّات "تفاهة".
لكنّ الكارثة ليست في اليوميّات البسيطة التي ينقلها المستخدمون، إنّما بما يمكن أن يبثّوه مباشرة من فضائحٍ تتعلّق بخصوصيّات البعض من دون علمهم، ونقل مشاهد تتعدّى التّرفيه واللّقطات العفوية، لتشكّل كارثة حقيقيّة متى نُشرت وشوهدت لا ينفع بعدها اللّوم، أو حتى العتاب، خصوصاً أن لا ضوابط في خدمة النّقل المباشر هذه.
تخيّلوا لو نقل أحدهم مشهداً جنسيّاً مباشرة، أو إحداهنّ حديثاً لصديقتها تُفشي فيه سرّاً على صفحات الجميع؟ هل سينفع التبليغ أو الـ Report حينها؟
تبقى هذه الخدمة من "فيسبوك" محاطة بالكثير من الاسئلة، ولو أنّ البعض يرى منافع عدّة لها لا يمكن تجاهلها، كنقل لحظات مميّزة فعلاً أو تغطية حدثٍ بارز صادفه أحدهم، أو إطلاع الاصدقاء بطريقة فريدة على خبرٍ مهّمٍ كولادة مثلاً أو نقل مباشر من زفافٍ لمشاركة الغائبين بهذه اللّحظات القيّمة.
تغيب الرّقابة بشكلٍ شبه تامٍّ عن هذه الخدمة، ويعود مبدأ الخصوصيّة الى الضّوء، رغم تشديد وحرص موقع "فيسبوك" على تقديم خيارات تمسحُ للمستخدمين بتشديد الضوابط والسريّة، لكنّ الحقيقة الثابتة نقولها لكم "من دون لفٍّ أو دورانٍ" وبطريقة "مباشرة"، لا خصوصيّة بعد اليوم!