صحيحٌ أنّ المياه الحكوميّة الراكدة تحرّكت قليلاً في الأيّام الأخيرة، إلا أنّ ذلك لا ينفي واقع أنّ ولادة الحكومة مستبعدة قريباً. فالقصّة، كما يبدو، تتخطّى عقد الحقائب الوزاريّة الى حسابات سياسيّة و"بقايا" الاستحقاق الرئاسي و، خصوصاً، نتائج الاتفاق المسيحي.
وإذا كان التواصل بين رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ومدير مكتبه نادر الحريري استمرّ مع وزير الخارجيّة جبران باسيل، حتى أثناء سفر الأخير في رحلة الى أميركا الجنوبيّة، فإنّ باسيل أدار محرّكات الاتصالات فور عودته الى لبنان يوم الخميس الماضي، فالتقى في اليوم نفسه مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، وهو لقاء كشفت عنه الـ mtv، كما تناول باسيل العشاء، بعيداً عن الإعلام، في ضيافة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط مساء الخميس في منزله في كليمنصو.
وتشير المعلومات الى أنّ لقاء باسيل وجنبلاط كان أقرب الى الودّي، وتناول الشأن الحكومي في العمق، وقد تلقّى باسيل بعض النصائح من جنبلاط للدفع قدماً نحو تشكيل الحكومة. كما تمّ البحث في مسألة حصّة جنبلاط الحكوميّة.
وقبل ساعات من عشاء باسيل - جنبلاط، جمعت طاولة الغداء بين النائب ابراهيم كنعان، الناشط خصوصاً على خطّ التواصل مع "القوات"، والوزير السابق غطاس خوري.
وعلى صعيدٍ آخر، سُجّل عشاء آخر مساء أمس خفيفاً لناحية المأكولات ودسماً لناحية المضمون السياسي في "بيت الوسط"، وجمع الحريري مع رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع يرافقه ملحم الرياشي، وبحضور النائب عقاب صقر وخوري ونادر الحريري. وقد تناول العشاء أيضاً المسألة الحكوميّة لناحية متابعة ما توصّلت إليه الاتصالات بهذا الشأن، في حين أكّد مصدر في "المستقبل" أنّ العلاقة مع "القوات" جيّدة ولا خلاف على حصّتها الحكوميّة، وما هذا اللقاء إلا للوقوف عند مسار تأليف الحكومة.
أكلٌ كثير إذاً يسبق إعلان الحكومة. غداءٌ هنا، وعشاءٌ هناك. فهل يحظى اللبنانيّون بحلوى حكوميّة بمناسبة شهر الأعياد، أم أنّ الصيام الحكومي سينتقل من روزنامة عام الى أخرى؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك