بات شهر رمضان، لا أدري لماذا، يقترن بالدراما، بعد أن كان منذ سنوات يرتبط بالفوازير. لا فوازير ولا أحجية تحتاج الى حلٍّ ربما، أو أنّها باتت كثيرة ومعقّدة فصام عنها صانعوها والمشاهدون، في شهر الصيام وفي الأشهر كلّها.
وباتت متابعة الدراما في هذا الشهر فرضاً، ولو أنّه، أي الفرض، يبلغ مرتبة المتعة في بعض المسلسلات، ومع بعض الممثّلين.
اعتدنا، في الصحافة، أن نكتب ونقرأ عن عددٍ محدود من الممثّلين. عن سيرين وعن الـ "نادينَين" نجيم والراسي إناثاً، ومعهنّ أسماء قليلة لحسناوات دخل بعضهنّ عالم التمثيل من عالم الجمال، ومعظمهنّ لتحقيق شهرة، سواء توفّرت الموهبة في بعضهنّ أو لم تتوفّر. ما من داعٍ لذكر الأسماء، فـ "الجمهور" المتابع يعرفها ولو أنّ بعضه يصفّق لها. ولا يختلف الواقع كثيراً عند الذكور. بعضُ الممثّلين يحتكر الظهور والاهتمام الإعلامي وأغلفة المجلات، ولو أنّ الأخيرة تفضّل غالباً الجنس اللطيف لضرورات البيع وإمتاع العين.
في هذه السطور، سأتعدّى، كمشاهد يستغلّ منبراً متاحاً له، على "كار" آخرين لأكتب عن الدراما، وتحديداً عن ممثّلين تسنّى لي أن أتابعهم في ما يُعرض على الشاشات من مسلسلات، وقد سبق أن تابعتهم في أعمالٍ سابقة.
سأتحدّث عن رندا كعدي، في دورَي بريجيب في "لآخر نفس" و"تمينة" في "أدهم بيك". تضحكنا رندا في المسلسل الأول، في دورٍ يشبه أمّهات كثيرات. وتبكينا في الثاني في دورٍ يختصر معاناة نساء كثيرات، لا توفّقن بزواج ولا نلن رأفةً من مجتمع.
مشاهدة رندا كعدي متعة حقيقيّة. ممثّلة بعينيها الجاحظتين وحركة يديها وتجاعيد وجهها. ما من قدٍّ ممشوق، ولا تبرّج مفتعل، خصوصاً أثناء النوم. ما من عمليّات تجميل تفقد الوجه تعابيره. تمثيلٌ محترف الى أقصى الحدود، وقدرة على أداء دور الجدّة والأم وحتى العاشقة "المتصابية"، بإقناع ومن دون تكلّف ولا مبالغة ولا ماكياج فنّي يشوّه بدل أن يقنع.
وسأتحدّث عن أسعد رشدان، العائد بعد غيابٍ عن الشاشة وعن البلد. تقدّم رشدان في السنّ وتطوّر في التمثيل. صوته المرتجف يزيد من عناصر القوّة في أدائه. لعلّ المسرح اللبناني، الذي يكاد يدخل في غربة شبيهة بغربة رشدان، بحاجة الى أمثاله. دور رشدان صغير المساحة في "أدهم بيك"، لكنّ إطلالاته القليلة تمنح ثقلاً للمسلسل. على المنتجين والمخرجين أن يكونوا أكثر تنبّهاً لموهبة هذا الممثّل. لاحظوا خوفه الظاهر في صوته وملامح وجهه على ابنه وهو يتحدّث معه في المسلسل الذي تدور أحداثه في مرحلة الانتداب الفرنسي على لبنان. براعة حبّذا لو يكتسب منها بعض "النجوم" الذين يشغلهم التغريد عبر "تويتر" عن الإعداد لأدوارهم.
عدا عن الممثّلَين اللبنانيَّين، لا بدّ من التوقّف عند موهبة منى واصف. سُمّي قديماً فريد شوقي بـ "وحش الشاشة". لعلّ الممثّلة السوريّة منى واصف هي أكثر من يستحقّ اللقب. امرأة تبكيك وتخيفك في آن. تعابير وجه تتحوّل من القسوة الى الحنان في لحظات.
تبرع منى واصف في "الهيبة" كما تبرع دائماً. هي "الجبل" الى جانب ابنها في المسلسل تيم حسن الذي يحمل هذا الاسم. قمّة في التمثيل، وعطاءٌ لا ينال منه عمرٌ ولا حرب. لو عدنا الى زمن رفع القبّعات لرفعناها احتراماً لمنى واصف التي تستحقّ أن تكرّم أكثر بكثير من نجمات القوام الممشوق المطالبات باكتساب بعض ما تملك منى واصف من قيمة مضافة على أيّ مسلسل تطلّ عبره.
حين تتحدّثون عن "الهيبة" والثنائي نادين نجيم وتيم حسن، رجاءً، ونقولها بكسر الراء على الطريقة السوريّة، لا تغفلوا عن ذكر منى واصف.
اعتدنا، في الصحافة، أن نكتب ونقرأ عن عددٍ محدود من الممثّلين. عن سيرين وعن الـ "نادينَين" نجيم والراسي إناثاً، ومعهنّ أسماء قليلة لحسناوات دخل بعضهنّ عالم التمثيل من عالم الجمال، ومعظمهنّ لتحقيق شهرة، سواء توفّرت الموهبة في بعضهنّ أو لم تتوفّر. ما من داعٍ لذكر الأسماء، فـ "الجمهور" المتابع يعرفها ولو أنّ بعضه يصفّق لها. ولا يختلف الواقع كثيراً عند الذكور. بعضُ الممثّلين يحتكر الظهور والاهتمام الإعلامي وأغلفة المجلات، ولو أنّ الأخيرة تفضّل غالباً الجنس اللطيف لضرورات البيع وإمتاع العين.
في هذه السطور، سأتعدّى، كمشاهد يستغلّ منبراً متاحاً له، على "كار" آخرين لأكتب عن الدراما، وتحديداً عن ممثّلين تسنّى لي أن أتابعهم في ما يُعرض على الشاشات من مسلسلات، وقد سبق أن تابعتهم في أعمالٍ سابقة.
سأتحدّث عن رندا كعدي، في دورَي بريجيب في "لآخر نفس" و"تمينة" في "أدهم بيك". تضحكنا رندا في المسلسل الأول، في دورٍ يشبه أمّهات كثيرات. وتبكينا في الثاني في دورٍ يختصر معاناة نساء كثيرات، لا توفّقن بزواج ولا نلن رأفةً من مجتمع.
مشاهدة رندا كعدي متعة حقيقيّة. ممثّلة بعينيها الجاحظتين وحركة يديها وتجاعيد وجهها. ما من قدٍّ ممشوق، ولا تبرّج مفتعل، خصوصاً أثناء النوم. ما من عمليّات تجميل تفقد الوجه تعابيره. تمثيلٌ محترف الى أقصى الحدود، وقدرة على أداء دور الجدّة والأم وحتى العاشقة "المتصابية"، بإقناع ومن دون تكلّف ولا مبالغة ولا ماكياج فنّي يشوّه بدل أن يقنع.
وسأتحدّث عن أسعد رشدان، العائد بعد غيابٍ عن الشاشة وعن البلد. تقدّم رشدان في السنّ وتطوّر في التمثيل. صوته المرتجف يزيد من عناصر القوّة في أدائه. لعلّ المسرح اللبناني، الذي يكاد يدخل في غربة شبيهة بغربة رشدان، بحاجة الى أمثاله. دور رشدان صغير المساحة في "أدهم بيك"، لكنّ إطلالاته القليلة تمنح ثقلاً للمسلسل. على المنتجين والمخرجين أن يكونوا أكثر تنبّهاً لموهبة هذا الممثّل. لاحظوا خوفه الظاهر في صوته وملامح وجهه على ابنه وهو يتحدّث معه في المسلسل الذي تدور أحداثه في مرحلة الانتداب الفرنسي على لبنان. براعة حبّذا لو يكتسب منها بعض "النجوم" الذين يشغلهم التغريد عبر "تويتر" عن الإعداد لأدوارهم.
عدا عن الممثّلَين اللبنانيَّين، لا بدّ من التوقّف عند موهبة منى واصف. سُمّي قديماً فريد شوقي بـ "وحش الشاشة". لعلّ الممثّلة السوريّة منى واصف هي أكثر من يستحقّ اللقب. امرأة تبكيك وتخيفك في آن. تعابير وجه تتحوّل من القسوة الى الحنان في لحظات.
تبرع منى واصف في "الهيبة" كما تبرع دائماً. هي "الجبل" الى جانب ابنها في المسلسل تيم حسن الذي يحمل هذا الاسم. قمّة في التمثيل، وعطاءٌ لا ينال منه عمرٌ ولا حرب. لو عدنا الى زمن رفع القبّعات لرفعناها احتراماً لمنى واصف التي تستحقّ أن تكرّم أكثر بكثير من نجمات القوام الممشوق المطالبات باكتساب بعض ما تملك منى واصف من قيمة مضافة على أيّ مسلسل تطلّ عبره.
حين تتحدّثون عن "الهيبة" والثنائي نادين نجيم وتيم حسن، رجاءً، ونقولها بكسر الراء على الطريقة السوريّة، لا تغفلوا عن ذكر منى واصف.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك