اضطر الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس خان المتهم بالاعتداء الجنسي لارتداء ثوب المنتحرين الغريب خلال وجوده في سجن جزيرة ريكيرز في نيويورك. ويبدو أن ملابس الرجل التي كانت كلفة كل بدلة منها 35 ألف دولار وثقته ومشيته ذات الكاريزما قد انتهوا مع انتهاء وظيفته التي جعلت منه واحدًا من أقوى الرجال في العالم.
مصدر مطلع اكد ان سبب وضع السجناء في ثوب ضخم بلا أكمام غريب الشكل بحيث يصعب تحويله إلى حبل يستخدم كمشنقة، كما أنه مصنوع من نسيج صعب التمزيق، حيث كان من المعتاد أن يقدم بعض السجناء على الانتحار باستخدام ملآت الفراش أو الملابس لشنق أنفسهم، وهو نفس السبب الذي جعل الشرطة تقرر ارتداء شتراوس للزي للتأكد من خضوعه للمحاكمة.
وظهر شتراوس في صور نشرت من فترة قريبة في حالة مذرية وبائسة تتناقض مع صورته القديمة عندما كان رئيسًا لصندوق النقد الدولي. وفي خطاب استقالته الذي نشره الصندوق قال شتراوس "أنفي بأكبر قدر ممكن من الحزم جميع الادعاءات التي قدمت ضدي، أريد حماية هذه المؤسسة التي خدمتها بشرف وإخلاص، ولاسيما أني أريد أن أكرس كل ما عندي من قوة وكل وقتي وكل طاقتي لإثبات براءتي.
ومن المقرر عقد جلسة الكفالة الخاصة بشتراوس، اليوم.
من جهتهم يسعى محامو الدفاع للإفراج عنه بكفالة قدرها مليون دولار نقدًا، ووضعه قيد الإقامة الجبرية لمدة 24 ساعة مع المراقبة الإلكترونية. وكان مسؤولون في صندوق النقد الدولي قد حثوا شتراوس على التنحي من منصبه كرئيس للهيئة المالية العالمية لكنهم اعترفوا أنه كان من الصعب التواصل معه في السجن. وفي الوقت نفسه، مثلت المرأة التي شكلت مركز الفضيحة أمام المحكمة امس وسط مزاعم بأنها وافقت على الأفعال الجنسية التي زعمت أنها وقعت بينها وبين رئيس صندوق النقد الدولي. وقال المحامي جيفري شابيرو الذي وكلته المرأة أنها ستنفي موافقتها على الأفعال الجنسية التي زعمت أنها وقعت ضحية له في فندق سوفيتيل في نيويورك، بينما سيعتمد دفاع شتراوس خان على إثبات موافقة السيدة على ممارسة الجنس معه.
وفي انتكاسة أخرى لهذه القضية، ظهرت إلى الوجود سيدة من نيويورك ادعت أن شتراوس كان قد دفع لها 2500 دولار لتقوم بإحضار مجموعة من الفتيات المرافقات له. حيث أعلنت كريستين ديفيس، 35 عامًا، أن رئيس صندوق النقد الدولي استعان بخدماتها المعروفة باسم "ويكيد موديلز" مرتين خلال عام 2006.
وزعمت ديفيس أيضًا أن شتراوس اتصل بها في الأسبوع الثالث من كانون الثاني 2006 لطلب فتاة "أميركية جدًّا"، وقالت ديفيس إنه دفع حوالي 2400 دولار لقضاء ساعتين معها، وأشارت السيدة إنه كان يدفع نقدًا، مضيفة أن الفتاة الأولى التي أرسلتها له قالت إنه عدواني ولا تريد أن تراه مرة أخرى. بينما قالت إيرما نيكي إلى صحيفة ديلي ميل البريطانية إن شتراوس كان خشنًا وعدوانيًا، لكنه حافظ على مستوى معين من الاحترام لأنه كان يتعامل مع وكالة، وأضافت نيكي إن الفتيات قلن إنه متغطرس وقوي بشكل مفرط، ولكنه لم يغتصب أحدًا، ومع ذلك فأنه عند تلقي 1000 دولار أو أكثر في ساعة، فإننا كنا نتوقع من العملاء أن يتصرفوا مثل السادة، وليس الحيوانات.
واتضح أن موظفو الفندق اتصلوا بالشرطة بعد ساعة واحدة من مغادرة شتراوس فندق تايمز سكوير في 12:30 يوم السبت، وأبلغوهم عن الهجوم، وقد قام محققو شرطة نيويورك بأخذ عينات سائل منوي من الغرفة التي كان شتراوس يقيم فيها لإجراء تحليل الحامض النووي عليها، كما قاموا بفحص سجلات الأبواب الإلكترونية لمعرفة موعد دخول وخروج خادمة الفندق التي ادعت أن الرجل أجبرها على ممارسة الجنس الفموي.
ولكن اكتشاف عدم إغلاق الخادمة ذات الأصل الغيني للباب وراءها طبقًا لنظام الفندق يؤكد أنها دخلت الغرفة للتنظيف وليس لممارسة الجنس كما قال مدير الصندوق السابق، وأكد محامي السيدة التي أتت كلاجئة من أحد أكثر دول أفريقيا فقرًا إن موكلته لم تكن تعلم بوجود أحد داخل الغرفة من الأساس، مؤكدًا صعوبة الموقف الذي تعاني منه السيدة التي لا يمكنها العودة لبلدها ولا العثور على عمل جديد، رافضًا أي اتهام لها بتلفيق القصة. وعلى الجانب الآخر، نفى محامي شتراوس خان الاتهامات مؤكدًا أن براءة موكله ستظهر عند فحص الأدلة المادية، ولكن حتى حدوث ذلك يظل الرجل موضوعًا تحت المراقبة المستمرة ومرتديًا الزي الغريب لأنه قال خلال التحقيقات بعض الجمل التي أوحت للمحققين بأنه قد يقدم على الانتحار في السجن من تأثير الفضيحة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك