كل الامور تؤشر على ان الوضع الحكومي ذاهب الى مزيد من التعقيد الذي يهدد مكونات الاكثرية الحاكمة، بعد اتساع الهوة بين الرئيس نجيب ميقاتي وبين وزير الطاقة جبران باسيل في ما يتعلق بموضوع بواخر الكهرباء، نظرا الى تباعد المواقف بشأنه، حيث ينتظر ان يتم عرض هذا الموضوع على جلسة مجلس الوزراء بعد غد الاربعاء، بعدما اعد ميقاتي تقريرا مفصلا بشأنه يستبعد من خلاله فكرة الاستعانة بالبواخر الكهربائية لكلفتها المرتفعة ويطرح في المقابل مشروعا لإقامة معمل لانتاج الكهرباء بكلفة ادنى من كلفة استئجار البواخر.
وتوقعت مصادر وزارية ان تشهد جلسة الحكومة نقاشا حادا قد يترك تداعياته المباشرة والخطيرة على الوضع الحكومي الذي يمر بظروف حرجة للغاية خصوصا وان الرئيس ميقاتي ابلغ عدداً من الوزراء انه طوى مشروع البواخر, باعتبار انه يشكو من عيوب كثيرة وليس عمليا ولا يحقق الاهداف التي تسعى اليها الحكومة على صعيد ايجاد حل جذري لازمة الكهرباء.
وأكدت المصادر لصحيفة "السياسة" الكويتية ان هناك عددا كبيرا من الوزراء يدعمون موقف ميقاتي من مشروع الكهرباء، مرجحة عدم تجاوب الحكومة مع خطة الوزير باسيل للاستعانة بالبواخر الامر الذي ينذر بعاصفة سياسية سيواجهها مجلس الوزراء لن يكون من السهولة بمكان تطويق تداعياتها إذا تسلح كل طرف بموقفه.
في المقابل، رأت مصادر نيابية في تكتل "التغيير والاصلاح" ان "انقلاب" ميقاتي على مشروع البواخر سيأخذ الامور الى مزيد من التأزيم والتعقيد وسيضع مصير الحكومة على كف عفريت، لأن "التيار الوطني الحر" لن يقبل استبدال مشروع البواخر بإنشاء معمل لانتاج الكهرباء وسيكون له الموقف الذي سيفاجئ الجميع في الحكومة وخارجها، ولن يتم التساهل مع اي محاولة لاستهداف "التيار"، سواء داخل الحكومة او خارجها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك