قال النائب نضال طعمة: "يحتفل العالم مسرورا بعيد ميلاد المسيح، ويرتل له مخلصا من كل عبودية، ويزين له الشوارع وتكبر آمال الناس بمن جاء ليحررنا. أترانا حقا نستقبله محررا؟ أترانا ندرك أننا بتهليلنا نعلن انتماءنا إلى طريق الحق والحياة، ويمسي قدرنا انتاج الفرح، لتصير الحياة كما اشتهاها، على هذه الأرض، خالفها وباريها، مساحة حب تحتضن جميع الناس. أعايد اللبنانيين جميعا، والمسيحيين خصوصا، آملا أن يحول المؤمنون في هذا البلد طاقاتهم الروحية إلى تبني جرح الآخر، لا إلى التناتش وتقاسم الجبنة، وإحصاء القطيع لتحصيل المغانم. هذه هي إشكالية بناء الدولة في لبنان، وكل الذين تعاقبوا على احتلال هذا البلد أو التحكم فيه، أتقنوا فن شرذمتنا وقسمتنا. فهل سنستطيع أن نبلور استقلالنا، وهوية انتمائنا، بالرغم من كل المحاولات الهادفة إلى إلحاقنا بهذا، أو حسابنا على ذاك. أتمنى أن يعيده بالخير والبركات على هذا البلد وأهله الطيبين، وأن يلهم جميع المسؤولين الإصرار على صناعة ثقافة الشفافية في الملفات الحياتية التي تطال الناس. نأمل أن تنتهي قضية الكهرباء، بوضوح لا يحمل لبسا، فقدر هذا البلد أمسى الأمانة فما عاد ولا عدنا نحمل فسادا، فالضائقة الاقتصادية تخنق الناس، ونحن في مرحلة حساسة بعد سلسلة الرتب والرواتب في البلد، ولا بد من التكيف مع الواقع الاقتصادي الجديد الذي فرضته، وستفرضه لحين اكتمال مفاعيلها في كل النطاقات. وما يصح على الكهرباء، يصح على النفط، فاللبنانيون يعلمون أن النتائج الإيجابية لن يعاينوها غدا، وأن الفرج ليس وراء الباب حكما، وأن القضية تحتاج بعض الوقت. ولكنهم لن يرحموا أحدا، إذا اكتشفوا مجرد تقصير في ملف يعتبر الأمل الأخير، في إعادة الاعتبار لإمكانية قيام دولتهم، وتمكنهم من متابعة العيش بكرامة في بلدهم الذي نزف ودفع ضريبة عن كل الناس، وكل القضايا، مقدما للجميع، دون أن يقدم له أحد شيئا.
ومع فرحنا بحركة قدوم المغتربين اللبنانيين، وبعض السياح، إلى البلد في عطلة الأعياد، حيث أن الاستقرار بات عامل جذب واستقطاب، نأمل أن يستمر وينمو، وتطال شريحته الإخوة العرب جميعا، ويشعرون اليوم كما كانوا يشعرون دوما أن لبنان بلدهم، ويرحب بهم.
نشد على يد القوى الأمنية، ونثمن الدور التي تقوم به، في حفظ الأمن والاستقرار، ويبقى قلبنا مع جيشنا الوطني الذي يشكل الضمانة الصلبة لأهلنا. من هنا ضرورة دعمه وتقويته وتسليحه، فوحده القادر والمؤهل ليحقق آمال الشعب التواق إلى دولة السيادة والاستقلال".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك