توقيع بروتوكول تعاون بين الأمن العام وجامعة الحكمة
02 Mar 201816:29 PM
توقيع بروتوكول تعاون بين الأمن العام وجامعة الحكمة
رعى رئيس أساقفة  بيروت وليّ الحكمة المطران بولس مطر، الإحتفال الذي أُقيم في جامعة الحكمة لتوقيع بروتوكول التعاون بين المديريّة العامة للأمن العام بشخص المدير العام اللواء عبّاس إبراهيم وجامعة الحكمة بشخص رئيسها الخوري خليل شلفون، وبحضور كبار ضبّاط الأمن العام وأعضاء مجلس الجامعة.

وقبيل توقيعه بروتوكول التعاون مع رئيس الجامعة ألقى اللواء ابراهيم كلمة جاء فيها: "إنّ المديرية العامة للأمن العام وبما تتشاطره مع جامعة الحكمة لجهة الإهتمامات الوطنية وشؤون الخدمة العامة تُبدي إعتزازَها بتوقيعِ بروتوكولِ التعاونِ هذا، وما يوفّرهُ لعسكريي الأمنِ العام من كلِّ الرتب، من رصيدٍ تربويٍّ وتسهيلاتٍ مالية. وإذا كانَ ذلكَ يشكلُ علامةً فارقة، يبقى أن نثمّن مبادرة الجامعة خصوصاً مع أولادِ الشهداء إعراباً عن دعمِها لمن يتفانون في خدمةِ الامن العام أي في خدمةِ لبنان".

وأضاف: "إنّ البروتوكول موضوع إحتفالنا ينضمّ إلى غيره مع أكثرِ من جامعة، لأنّ قناعتنا وهدفَنا هو البقاء في الجانبِ المضيء من العالم وهذا لن يكونَ إلاّ بالعلم والعلماء والحكماء، وهم الاستثمار الاجدى ليبقى لبنان عقلاً مُنيراً في هذا الشرق، وضميراً حياً يدافع عن التنوّع والتفاعلِ الروحي والثقافي والمعرفي".

كما قال: "احتفالنا هذا بمناسبة توقيع بروتوكول التعاونِ بين الامن العام وجامعة الحكمة، يشكّل نقطةً مضيئةً في ظلمة الشرق الذي طحنه إرهابيّان اثنان: الأول صهيوني والآخر متأسلِم زوراً وبهتاناً. كِلاهُمَا قاما على أنقاضِ حضاراتٍ ودول، وقد إستحضرا الأشدّ سوداويةً وإجراماً وقباحةً لِيَنْتَهِكا المقدّساتِ والهويات. ولبنانُ القوي بوحدتهِ السياسية ونظامهِ البرلماني الديموقراطي، وبجهوزيةِ اجهزتهِ الامنيةِ الشرعية، قادرٌ على الانتصارِ وحمايةِ نفسهِ من الحريقِ المشتعلِ على المستويين الإقليمي والدولي. وكل ما تحقق كانَ بفضلِ تمسُّكِ اللّبنانيين جميعاً بعيشهم الديموقراطي وبسلمِهم الأهلي".


وختم قائلا: "أتوجّه بالشكرِ إلى المطران مطر، ورئاسةِ جامعةِ الحكمة والاساتذة والاداريين، وكلّ من عملَ وساهمَ في انجاح ِهذا الحفلِ المميّز. واتمنى أن يؤسسَ بروتوكول التعاون هذا لبناءِ افضلِ العلاقاتِ الثقافيةِ والتربوية بين هذا الصرحِ الجامعي العظيم ومؤسسةِ الامنِ العام، لما فيه خيرُ الانسانِ وخدمةِ البشرية".

وبعد توقيع بروتوكول التعاون ألقى المطران مطر كلمة حيّا فيها اللواء ابراهيم والجهود التي يبذلها من أجل لبنان، وقال: "الكلمة اليوم كلمة الجامعة وكلمة ضيفها الكبير العزيز، سعادة اللواء الذي نفخر به وبرسالته وبصحبه الكرام، ليس لي أن أقول سوى كلمة شكر لهذه الزيارة العزيزة علينا وكلمة شكر لهذه الثقة التي منحتم، يا سيادة اللواء، لجامعة الحكمة، ترسلون إليها عسكريين المديريّة العامة للأمن العام، وهم أبناؤنا وأهلنا جميعًا، ليحّصلوا العلوم التي تميّزهم على الدوام، كما تميّزوا لخدمة لها جهة عسكريّة وانضباتيّة، ولها، أيضًا، كما تريدون جهة إنسانيّة، سمحاء. الكبير سمح على الدوام. الله سبحانه وتعالى هو الرحمان والسموح، ولكن بالعدل. هذه الصورة هي صورتكم، يا حضرة اللواء، صورتكم ضابطاً كبيرًا متمسكًا بالقوانين وبهيبة القانون وببناء دولة القانون التي نحلم بها وتحلمون، وأنتم تحققون هذا الحلم الجميل، ولكم مسحة إنسانيّة ورسالة كريمة في خدمتكم، نعتزّ بها ونفخر ونُجّل، أنتم الذين تقومون برسالات يعجز عنها الكبار الكبار، متوّكلين في ذلك على الله، سبحانه وتعالى. وأنا متأكدّ أن مَن كان قريبًا من ربّه، كان قريبًا من جميع الناس. أنتم تقومون بهذا العمل الكبير. لبنان يشكركم عليه، أجيالنا الطالعة تشكركم عليه. ونحن نحيا هذه الساعة، لحظات تاريخيّة في حياة لبنان. عندما تأسّست الحكمة، كان لبنان يخرج من فتنة عام 1860، فقال مؤسّسها لبنان: يُبنى على الدوام على ركيزتين، العلم والأخلاق. ونحن اليوم نبني، معكم، يا حضرة اللواء ابراهيم، على العلم وعلى الأخلاق الوطنيّة والإنسانيّة الكريمة. لذلك هذه الثوابت، هي ثوابت البناء التي ستبقى. الهدم ليس  تاريخًا. الهدم هو عكس التاريخ. التاريخ هو بناء، بناء الأوطان، بناء الإنسانيّة، بناء الأخلاق بناء الكرامات، بناء العيش معًا، وأنتم تضعون لبنة فوق لبنة في بناء وطننا الجميل، تطّلون عليه بطاقات، الربّ أعطاكم إياها وأنتم تثمّنونها خير تثمين. بارك الله مقاصدكم وبارك رسالتكم وبارك صحبكم الكريم وهذا التعاون مع جامعة الحكمة. وفقنا جميعًا إلى ما هو خير لوطننا ومنطقتنا".