"القوات" و"الخرزة الزرقا"!
12 Mar 201811:31 AM
"القوات" و"الخرزة الزرقا"!
تترقّب الأوساط السياسية الإحتفال الذي يقيمه حزب القوّات اللبنانيّة مساء الأربعاء لتقديم مرشّحيه إلى الإنتخابات النيابية، بعد أن أقامت قوى أخرى احتفالات مماثلة. فأيّ جديد ستحمله "الاحتفاليّة القوّاتيّة"؟

إنتظار إحتفال القوات على صعيد الشكل والمضمون مردّه إلى أنّ الحزب كان سبّاقاً في إعلان معظم مرشّحيه لفرض أمر واقع على من يرغب في التحالف معه، كما أنّه قدّم ترشيحات إحتياطيّة في دلالة لرفض أمر واقع حاولت جهات فرضه عليه، ووضع نفسه في خانة المبادِر لا المتلقّي.


هذه الوقائع جاءت لتؤكد أنّ حزب القوّات اللبنانيّة هو الأكثر جهوزية وإدراكاً لسبل خوض الإنتخابات وفقاً للقانون الجديد الذي كانت له اليد الطولى في إقراره، مدعوماً بماكينة إنتخابيّة من الأكبر في لبنان، علماً أنّه كان المبادر، منذ أشهر، الى إعلان مرشّحيه الذين تسنّى لهم البدء باكراً في جولاتهم الانتخابيّة.
إضافة إلى ذلك، بادر حزب القوّات اللبنانيّة الى إعلان لوائحه كدليل ثقة في مناطق عدّة منها المتن، زحلة وبيروت في حين تتأرجح غالبيّة الفرقاء الآخرين في تحالفاتها، الأمر الذي يتسبّب في ضياع القواعد الشعبيّة، وهنا أيضاً برهن "القوات" عن ثقة كبيرة بالنفس وبجمهوره.
تبقى نقطة هامة جداً، وربما الأهم، وتتمثّل في التحالفات الخارجة عن المألوف من خلال إختراق القواعد السياسيّة التقليديّة وفتح الباب على مصراعَيه لشخصيّات ناشطة من المجتمع المدني وأصحاب الرأي المستقل مع إعطاء الثوابت السياديّة الحيّز الأساس في الإختيار، وذلك بغية نقل الشكوى من الشارع لتسلك سبيلها إلى طرح الحلول من داخل المؤسسات تأكيداً على أنّ الشعب هو مصدر السلطات وصاحب المبادرة.
وأخيراً، لا بدّ من تسجيل إيجابيّة قيام القوات اللبنانيّة بترشيح ودعم شخصيّات من طوائف أخرى لتخوض معه الإنتخابات، في ملاقاة للتأييد الشعبي العابر للطوائف الذي تحظى به مواقفه على صعيد الخطاب الوطني كما الأداء الوزاري الذي أثبته خلال حكومة العهد الأولى لتشكّل علامة فارقة.
من هنا، قد يقول قائل إنّ "القوات" من يحتاج فعلاً الى "خرزة زرقاء"...