بيري: دعم الجيش دعم لاستقرار لبنان
19 Mar 201817:32 PM
بيري: دعم الجيش دعم لاستقرار لبنان
احتفلت قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان بالذكرى الاربعين لتأسيس "اليونيفيل" في جنوب لبنان، في مقرها العام في الناقورة، في حضور قائد منطقة الجنوب العسكرية العميد الركن خليل الجميل ممثلا وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزف عون، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية عناية عز الدين، وزير الدفاع الايرلندي بول كيو، قائد "اليونيفيل" الجنرال مايكل بري، قائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد الركن سمير شحادة، المسؤول عن امن الدولة في الجنوب العميد الركن نواف الحسن، قائد القطاع الغربي لليونيفيل الجنرال سغانغا، مدير مكتب رئيس بعثة "اليونيفيل" نيراج سينغ، نائب رئيس البعثة عمران رزا، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور حسن دبوق، الناطق الرسمي لليونيفيل اندريا تنتني، عدد من سفراء الدول المشاركة في القوة الدولية وفاعليات ديبلوماسية وعسكرية وامنية وروحية وبلدية وقائد الكتائب الدولية المشاركة في "اليونيفيل".
بداية، عرض الجنرال بيري ثلة من الوحدات الدولية المشاركة في "اليونيفيل"، ثم وضع اكليلا من الزهر على النصب التذكاري لضحايا "اليونيفيل"، ووضع العميد الركن الجميل اكليلين من الزهر باسم وزير الدفاع وقائد الجيش على النصب ايضا.
ثم ألقى الجنرال بيري كلمة، قال: "يسرني ان ارحب بكم في الناقورة لمناسبة الذكرى الاربعين لتأسيس "اليونيفيل"، بينما نجتمع هنا اليوم للتفكر والتذكر. نعي ان ذلك ما هو الا دليل على التزام المجتمع الدولي والامم المتحدة الدولة اللبنانية وشعبها بعد 40 عاما من عمليات حفظ السلام، ولكنه تذكير بان الحروب التي من الممكن ان تبدأ في أي لحظة تتطلب بعد اندلاعها اجيالا للتوصل الى حل دائم".
واضاف: "اسمحوا لي لبضع دقائق ان اتطلع الى الامام حيث يجب ان نكون اذا اردنا تحقيق سلام دائم في جنوب لبنان مع ان "اليونيفيل" في العام 2018 تختلف كثيرا عن البعثة التي بدأت منذ 40 عاما، ولكنها ما زالت مهمة حفظ السلام بالمعنى التقليدي".
وتابع: "اود ان اشارككم رؤيتي لليونيفيل: الحفاظ على السلام وحماية المدنيين وتعزيز قدرات الجيش اللبناني والسير نحو وقف دائم للنار".
واكد ان "جنوب لبنان يتمتع منذ العام 2006 بالهدوء النسبي، والعامان الماضيان كانا الأفضل في منطقة عملياتنا بحيث تعمل اليونيفيل يوميا وعلى مدار السنة مع جميع الاطراف من اجل الحفاظ على الهدوء على طول "الخط الازرق" وفي منطقة عملياتنا. وهذا الهدوء سهل نمو المجتمعات المدنية بحيث شهدنا عودة الانشطة الى طبيعتها في منطقة العمليات واوجد بيئة مؤاتية للتنمية الزراعية والاقتصادية والاستثمار في الحياة في جنوب لبنان. وهذا ما يحدونا الى الامل بمستقبل يملأه السلام حيث تنمو المجتمعات وتزدهر وتصبح منيعة ضد فكرة العودة الى الصراع".
وقال: "ان وجود "اليونيفيل" في منطقة العمليات هو لخدمة الشعب اللبناني. ما زالت ذكريات ماضي لبنان الاليم تعيش بين سكان الجنوب، لذلك لدينا مسؤولية مشتركة لنتعلم من ماضينا وبذل ما في وسعنا للبقاء على طريق السلام. ان "اليونيفيل" ستعمل من دون كلل استباقيا من اجل عدم العودة الى الصراع والى دوامة خسارة الارواح والى الايام المظلمة التي عايشناها في الماضي وان "اليونيفيل" ومن دون المساس بدور الحكومة اللبنانية المسؤولة الاولى والاخيرة عن حماية مواطنيها، ولكن "اليونيفيل"، وعلى الرغم من ذلك، لن تألو جهدا لحماية المدنيين في منطقة العمليات بغض النظر عن مصدر هذا التهديد".
واضاف: "اتطلع الى ضيوفنا اليوم وارى زملاءنا واصدقاءنا من شريكنا الاستراتيجي الجيش اللبناني ومن خلال خدمتي هنا في لبنان في ثلاث مهمات مختلفة، رأيت قدرة الجيش اللبناني على التطور والنمو وهو مؤسسة حازت الثقة والاحترام وقادرة على حماية مواطينها. واؤكد لكم ان اليونيفيل ستواصل العمل من اجل هذا التطور ومن دون ادنى شك ان دعم الجيش اللبناني هو دعم لاستقرار لبنان ولاحراز تقدم نحو حل لهذا الصراع".
وتابع: "ندرك ان عمليات حفظ السلام التابعة لليونيفيل اتاحت المجال لجميع الاطراف للمضي نحو وقف دائم للنار, ان هذه الخطوة بالنسبة الى البعض هي خطوة في المجهول، ولكن هكذا كانت العديد من المساعي التي قام بها الانسان. لقد حان الوقت للشجعان من جميع الطراف لاتخاذ الخطوة الاولى من اجل التقدم الى الامام. ان مراوحة اماكننا لن تعود علينا بالمكآفات والسلام التي تستحقها هذه المنطقة وشعوبها بعد هذا التاريخ من الماضي والصراعات. هناك مسؤولية تقع على عاتقنا هي السعي من اجل تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 1701 واحترام "الخط الازرق" وتسهيل عمل قوات "اليونيفيل" والجيش اللبناني وتعزيز دور مؤسسات الدولة في منطقة عملياتنا واستمرار السعي من اجل التوصل الى وقف دائم للنار".
وتوجه بالشكر الى "رجال حفظ السلام في "اليونيفيل" على جهودهم المستمرة من اجل تطبيق مهمتنا والتضحيات الجسام التي قدموها من اجل السلام في هذه المنطقة". وأثنى عاليا على "التضحيات التي تبذلونها انتم وعائلاتكم من اجل البعثة".
وأضاف: "أطلب منكم ان تواصلوا العمل بكل احترام من المجتمعات المدنية التي تعيشون بينها، بينما نقف هنا اليوم علينا ان نثني على تضحيات اؤلئك الـ300 الذين لم يعودوا الى ديارهم وضحوا بأرواحهم من اجل السلام ستبقى اسماؤهم محفورة في النصب التذكاري الى الابد. فنحن مدينون لهم وعلينا ان ننجز مهمتنا لئلا تذهب تضحياتهم سدى".
وختم: "مدى 40 عاما كنا ضيوفا في خدمة سكان جنوب لبنان. لا احد منا يرغب في البقاء الى ما لا نهاية. ان قرار مجلس الامن الدولي 1701 المعترف به من الامم المتحدة والمجتمع الدولي والحكومة اللبنانية هو الطريق الوحيد للسلام الدائم. واجبنا العمل من اجل تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 1701 اذا كنا نريد تحقيق السلام الدائم للأجيال الحالية والمستقبلية في الجنوب".
ثم تحدث العميد الركن الجميل، قال: "لي الفخر ان اشارككم في احتفال الذكرى الاربعين لتأسيس "اليونيفيل" في جنوب لبنان, ويسرنا ان نتقدم بالتحية والثناء والتقدير والسلام الى شركائنا في السلام ضباط قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان وجنودها بقيادة الجنرال مايكل بيري على جهودهم الدؤوبة وادائهم المميز وعلى تعاونهم المستمر مع الجيش في سبيل توطيد مسيرة الامن والاستقرار في الجنوب".
وأضاف: "نستحضر في احتفالنا هذا 40 عاما تميزت قوات "اليونيفيل" بالكفاية والمناقبية والانضباط والحرص الشديد على معاملة المواطنين الجنوبين بكل وعي
وتجرد ومسؤولية ومساعدتهم على ازالة الآثار التي خلفتها الحروب المتعاقبة من خلال المساهمة الفاعلة في العديد من المشاريع الانمائية ما وطد اواصر الثقة والطمأنينة في النفوس".
وتابع: "ان مهمتكم الحساسة في جنوب لبنان مثال ناصع في القيم الحضارية والانسانية التي تجمع بين لبنان والدول المنضوية تحت لواء قوات الامم المتحدة الموقتة في الجنوب. وان الجيش يثني على هذه المسيرة المشتركة ويؤكد التزامه الثابت قرارات الامم المتحدة ولا سيما منها القرار 1701 بكامل مندرجاته، مع استعداده الدائم لجبه العدو الاسرائيلي واطماعه في ارضنا ومياهنا وثراواتنا الطبعية".
وختم: "باسم قائد الجيش العماد جوزف عون، أجدد الشكر العميق لقوات الامم المتحدة، قيادة وضباطا وافرادا، على جهودها وتضحياتها في مهمتها الانسانية النبيلة التي اثمرت الهدوء على الحدود ونموا في العديد من القرى والبلدات في جنوب لبنان. ومن حقنا جميعا، ايها الرفاق، ان نفخر بما وفرناه لاهلنا في الجنوب من طمأنينة غالية اعقبت سنوات طوال من الحروب والخوف والقلق، وذلك يتجسد في عودة الحياة الطبيعية الى هذه المنطقة. وكلي امل في ان تكون هذه المناسبة حافزا لتجديد الانطلاقة بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق واعد".
وكانت كلمة باسم الضباط الايرلندين القدامى الذين خدموا في "اليونيفيل" القاها جان اوماهوني.
ثم قلد الجنرال بيري والعميد الجميل ورزا وسينغ وضباط الكتائب الدولية المشاركة في "اليونيفيل" اوسمة السلام.
ووضع العميد الجميل وقائد القوة الدولية وأوماهوني أكاليل من الزهور على النصب التذكاري لليونيفيل تخليدا لذكرى 312 جنديا من جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة من جميع أنحاء العالم فقدوا أرواحهم خلال خدمتهم في جنوب لبنان.
وخلال الاحتفال، قدمت قيادة "اليونيفيل" والعميد الركن الجميل ميدالية الأمم المتحدة الى 69 ضابط أركان عسكري لمساهمتهم في تنفيذ ولاية البعثة.
وبعد الظهر، افتتح الجنرال بيري معرضا للصور الفوتوغرافية في صور مهدى الى جميع أولئك الملتزمين تعزيز السلام في جنوب لبنان. وحوى المعرض لوحات ملونة رسمها أطفال من 25 مدرسة في جنوب لبنان.
والمعرض مفتوح للجمهور ويستمر حتى 23 آذار - وهو اليوم الذي وصل فيه أول جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل الى جنوب لبنان في عام 1978.