مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
الطوائف المسيحية الغربية أحيت ذكرى الجمعة الحزينة عندما صلب السيد على الجلجلة فداء عن البشرية. ومع هذه الذكرى أضاف اللبنانيون ألما جديدا إلى آلامهم اليومية الكثيرة مع بروز اشكالية خطرة تتعلق بداتا الاتصالات. فمحاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع كشفت مشكلة جديدة - قديمة على هذا الصعيد، وبين وزارة الاتصالات، وغرفة التحكم، والهيئة القضائية والأجهزة الامنية ضاع المواطنون. فمن المسؤول عن حجب داتا الاتصالات؟ ولماذا حجبت هذه الداتا؟ وهل المسألة تتعلق بتداخل في الصلاحيات وبتشابك في الآليات بين الاجهزة الكثيرة، أم ان الامر أبعد من ذلك ويتعلق بقرار متخذ في مكان ما باستغلال كل هذه الفوضى الادارية والقانونية تحقيقا للفوضى الامنية؟ وبالتالي هل من المعقول ان يختلف المسؤولون على جنس الملائكة، أي على الصلاحيات والآليات، فيما الأمن مترنح وأرواح الناس مهددة وفيما بعض القيادات صارت تحت مرمى النيران؟
سياسيا لفتت اليوم الخلوة التي جمعت البطريرك بشارة الراعي بالنائب ميشال عون في بكركي، والتي استمرت نصف ساعة. وتأتي هذه الخلوة بعد أسبوع على اعادة اطلاق النقاش بشأن القانون الانتخابي، علما ان المعلومات المتوافرة تشير إلى ارباك كبير على هذا الصعيد. فطرح اللقاء الارثوذكسي بات متعذرا، ومشروع النسبية أصبح متعسرا، لذا بات هناك شبه اقتناع عند الأطراف السياسية المختلفة ان الحل قد يكون بالعودة إلى قانون الستين مع ادخال تعديلات على ترسيمات بعض الدوائر الانتخابية.
في سوريا جمعة "من جهز غازيا فقد غزا" لم تأت بجديد. فالتظاهرات المعارضة الحاشدة استمرت، والعمليات الامنية تواصلت، والاشتباكات بين الجيش النظامي والعناصر المنشقة لم تتوقف. وهذا الأمر يطرح أكثر من سؤال عن مدى التزام السلطات السورية المهلة المعطاة لوقف العنف والانسحاب من المناطق المحاصرة.
لكن قبل تفصيل هذه العناوين التي تغلف الواقعين المحلي والاقليمي بالضبابية، نتوقف مع الضباب الحقيقي الكثيف الذي سيطر عصرا على أجواء مطار رفيق الحريري الدولي ما حمل ادارة الطيران المدني على تعليق حركة الطيران إلى التاسعة والنصف من مساء اليوم.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"
عطلة الجمعة العظيمة لدى الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي لم تحجب الاهتمام بالملفات الداخلية والتطورات الخارجية، داخليا تتقدم إلى الواجهة عدة ملفات، حياتية وأمنية، ففي الملف الحياتي فتح رسو التلزيم لبواخر الكهرباء الباب للحديث عن كيفية خفض الكلفة تسعة في المئة، أما في الملف الامني فإن محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع فتحت ملف داتا الاتصالات، وتسليمها إلى الاجهزة الأمنية.
خارجيا، تبقى التطورات السورية متقدمة على ما عداها انطلاقا من عدة زوايا: الزاوية الأولى أن الموعد الدولي لبدء تنفيذ خطة أنان يقترب والفاصل عنه أربعة أيام فيما التصعيد ما زال قائما، ومع اقتراب الموعد تزداد التفاصيل التي يمكن أن تطيح الخطة، فاليوم ميز النظام بين سحب الجيش وسحب الشرطة معتبرا أن الاخيرة ستبقى للحفاظ على النظام، ويأتي هذا الشرط بعد شرط أن تلقي المعارضة أسلحتها.
أما الزاوية الثانية فهي تدفق النازحين بكثافة إلى تركيا ولاسيما في اليومين الأخيرين، ما دفع انقرة إلى طلب التدخل من الأمم المتحدة لاستيعاب تدفقهم.
بعيدا من هذه التطورات، يجدر التوقف عند ما أوردته صحيفة "واشنطن بوسط" اليوم من أن الرئيس الاميركي باراك أوباما مرر رسالة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية، عبر رئيس الوزراء التركي، مفادها أن واشنطن قد تقبل بمواصلة طهران برنامجا نوويا مدنيا مقابل عدة ضمانات منها أن إيران لم تسع قط ولن تسعى على الاطلاق إلى امتلاك السلاح النووي.
وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، نتوقف عند موجة الضباب التي تلف الساحل اللبناني من الجنوب إلى الشمال والتي أدت إلى توقف حركة الملاحة في مطار رفيق الحريري الدولي.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
جمعة عظيمة أنهت أسبوع الآلام، قداديس وعظات وتراتيل دينية لم تخل من دلالاتها السياسية، أما المواقف فقد كانت بالشكل والمضمون، من غياب قوى الرابع عشر من آذار عن قداس بكركي الى حضور العماد ميشال عون بمقولة الصفح والمسامحة للمسيئين له وللبطريرك الماروني بالمناسبة، دعوة للترفع عن الحقد والافتراء.
أما الآمال بالذكرى فهي أن تنتهي آلام اللبنانيين ومآسيهم السياسية والاجتماعية، ومنها الكهرباء التي يبدو أنها على طريق الحل مع بواخر الكهرباء التركية التي قال الوزير باسيل ل"المنار" إنها أفضل الممكن والتي قد توفر على اللبنانيين أكثر من ثلاثين مليون دولار في السنة، فيما موعد الوصول المبدئي للبواخر قد يكون في حزيران المقبل.
أما القضية التي ما زالت دون حل والحاضرة عند كل مفترق أمني، مفترض كان أم حقيقي، فهي داتا الاتصالات. وزير الاتصالات رد عبر "المنار" على متهميه بتعطيل عمل القوى الأمنية، موضحا أن السماح بإعطاء داتا الاتصالات بات بعهدة اللجنة القضائية التي شكلها مجلس الوزراء والتي ينص عليها القانون 140، أما الداتا المتاح الحصول عليها فهي محددة الزمان والمكان وفق الحاجة، فيما الخوف الدائم من إمكانية اختراق الخطوط عبر الداتا وحتى تشغيلها من دون علم مالكها.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
عين على اجتماعات دمشق بين السوريين والموفدين الدوليين، وعين على الحركة الميدانية في مناطق الأزمة السورية. مضمون الاجتماعات يؤكد للمراقبين التزام سوريا بخطة كوفي انان، لكن من يضمن التزام المعارضين؟ ما بين العاشر من نيسان والثاني عشر منه حدود زمنية فاصلة يحددها الميدان، الحكومة السورية ستسحب قواتها العسكرية ولكن هل يلتزم المسلحون؟ ومن يضمن وقف التسليح والتمويل؟ وكيف تترجم سوريا اتهامها دولا عربية واقليمية بتغذية حرب أهلية، وماذا يعني اعتبار دمشق مواقف تلك الدولة بمثابة إعلان حرب على سوريا؟
الحكومة السورية تفرض التزامن أساسا ما بين سحب العسكريين من المدن وطلب انان من الدول المتورطة بالتمويل والتسليح وقف تدخلاتها العملية، ومن هنا جاءت الرسالتان السوريتان الى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة حول ما تقوم به المجموعات المسلحة المدعومة من الخارج، وأشارت الرسالتان الى التفجيرات والتمويل والتسليح والتحريض الاعلامي.
الأسبوع السوري المقبل يشهد على حركة ديبلوماسية يقودها وليد المعلم إلى موسكو الثلاثاء، فيما ينتظر أن يحط في دمشق وفد ديبلوماسي هندي رفيع المستوى، كما علمت ال "ان بي ان"، يتوقع أن يرأسه وزير الخارجة الهندي، ما يترجم الحلف الدولي القائم ما بين روسيا والصين والهند الى مختلف دول البريكس.
إلى الداخل اللبناني، إحياء جمعة عظيمة بمراسم رتبة دفن السيد المسيح قبل أن يشرق سبت النور غدا. أما اللبنانيون فيسيرون على درب جلجلة طويل محطاته السياسية تتوزع ما بين مشاريع ومواقف استعجلت دخول الأجواء الانتخابية. وردة معراب دفعت الى الواجهة دون أن تقطف بنفي أو تأكيد، علما أن رائحة الوردة فاحت في البيت الأبيض الذي أدان استهداف سمير جعجع، متخطية ضباب بيروت الذي عطل حركة الملاحة الجوية. أما الاتصالات فتوقفت عند الداتا في ظل اتهامات سياسية للوزير نقولا صحناوي بحجب المعلومات، لكن وزير الاتصالات يلتزم بما أقره مجلس الوزراء الذي كلف لجنة قضائية للبت في أمر الداتا، ومن هنا فإن صحناوي رد عبر ال "ان بي ان" على الحملة المنظمة ضده، فما الذي جرى؟
مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
أربعة أيام تفصل سوريا عن موعد بدء سريان هدنة كوفي أنان، فيما حظوظ هذه الهدنة بالتنفيذ في مهب اشتراط النظام والمعارضة كل على الآخر بالإلتزام بها، والخوف يزداد مع اقتراب الموعد من دون حصول أي من الطرفين على تعهد واضح. وهذا ما عبر عنه السفير السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري حين قال: "إن دمشق تريد التزاما خطيا بأن المعارضة لن تستغل انسحاب قوات النظام السوري". علما أن إخفاق هدنة العاشر من نيسان ستعيد الملف السوري إلى مجلس الأمن الذي تبنى الليلة الماضية بيانا رئاسيا يدعو الأطراف السورية إلى احترام موعد تطبيق الهدنة، كما دعا النظام لسحب آلياته ووحداته العسكرية من المدن.
العاشر من نيسان هو أيضا موعد لزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم موسكو، وحديث عن حكومة سورية جديدة بعد عودته من العاصمة الروسية.
وعلى الأرض "من جهز غازيا فقد غزا"، كان شعار تظاهرات الجمعة السورية اليوم، للمطالبة بتسليح "الجيش السوري الحر".
أما في لبنان فإلى الضباب السياسي والأمني لاسيما الذي خلفته محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، ضباب طبيعي غير معتاد غطى الساحل وأدى الى تعطيل حركة الملاحة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وتحويل مسار عدد من الطائرات إلى لارنكا في قبرص بدل بيروت، بإنتظار إنحسار موجة الضباب وفق ما أعلن نائب رئيس المطار كمال شعيب، الذي أوضح ان الرحلات علقت حتى التاسعة والنصف من هذا المساء.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
علي صليب مجده وعلامة قيامته، غفر ملك الملوك لمن أخطأ وأساء اليه، لمن جلده وصلبه وعلقه وأذاقه المر، وطعن جنبه بالحربة وكلل رأسه بالشوك، لكنه الله وفي اليوم الثالث سيقوم.
المشهد المسيحي توزع اليوم بين بكركي والكسليك، و14 آذار كررت مقاطعتها للبطريرك الراعي، ويبدو أنها ستكرس هذه المقاطعة الأحد في قداس الفصح. البطريرك الراعي ربط اليوم بين حق الشعوب العربية بالكرامة والحرية، وبين قبول الآخر واحترام إختلافه وتأكيد التعددية والمساواة، في وقت كانت قوى تربط بين الإتصالات والاستهدافات والإنتخابات، بعد تراجع الوضع السوري إلى خلفية الصورة اللبنانية ولو مؤقتا، وتقدم الوضع الداخلي الحكومي والإنتخابي الى الواجهة، ولفت نفي جنبلاط اليوم أي نية له بالإنسحاب من الحكومة بحال إقرار النسبية، في حين دخلت واشنطن على خط الوضع الأمني الداخلي، من باب محاولة إستهداف معراب، واعتبار القوات أن من فشل في محاولة إغتيال جعجع لن يتوانى عن تكرار المحاولة، غامزة من قناة جهات داخلية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
لكل حادث حديث في الداتا، وزهر معراب أعاد ربيع داتا الاتصالات المحجوبة عن فريق الرابع عشر من آذار، لكن الربيع لن يزهر على الجميع من فوق قانون الطبيعة فوزير الاتصالات نقولا صحناوي أعلن ل"الجديد" أنه لا يحجب الداتا ولكن مجلس الوزراء قرر عدم منحها إلا عبر لجنة قضائية مؤلفة من ثلاثة قضاة يقررون بت الطلب وفق الحاجة، وتوضيحا لهذه المسألة اتصلت قناة "الجديد" بأحد القضاة الثلاثة رئيس ديوان المحاسبة القاضي عوني رمضان الذي أوضح أن أي طلب لم يصل الى أعضاء اللجنة عن محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع حتى مساء أمس، وأعلن أننا لن نسمح بإعطاء الداتا كاملة لأي أحد وإنما نعطي أرقام أشخاص أو مناطق معينة.
هو الطلب الدائم إذن والمربوط بصاعق أمني وتهديد أمن الشخصيات من قوى الرابع عشر من آذار، فإذا استحصلت عليها لمن تسلمها؟ ولماذا تطلب كشوف الأرقام عن كل اللبنانين بدلا من حصرها والتوسع فيها إذا استدعى التحقيق ذلك؟
حكومة نجيب ميقاتي المتهمة بحجب الداتا لم تحجب مصدر الرزق عن تيار "المستقبل" بعد فوز المهندس سمير ضومط بوكالتة عن الباخرتين التركيتين، ويقول وزير الطاقة جبران باسيل ل"الجديد" إننا لم نتعامل مع "المستقبل" بكيدية فالمهم أننا وضعنا شروطنا ووفرنا ثمانية ملايين دولار سنويا، معلنا أن الصيف سيشتغل كهربائيا على البواخر والمعامل ما يزيد من التغذية بمعدل ساعتين يوميا.
لقد حصل نائب رئيس "المستقبل" مصروفه، فماذا عن مصروف "المستقبل" وزعيمه الغائب؟ ففي لبنان "الشغل ماشي" ولم لا ينزل الى الميدان ليعوض الخسارة إذ إن ال"بزنس" في الخارج لا يتماشي والقوانين الصارمة، أما في البلد فإن والده قضم وسطها في السابق وفاز بتعهدات وتلزيمات من ال"داون تاون" الى الناقورة، إشترى عقارات بالليرة اللبنانية واستدان عليها من أموال المودعين في بنوكه، ولما سدد المبالغ كانت الليرة قد انهارت بعدما تلاعب بها فحصل على أراض لبنانية "ببلاش". ترافق عهده مع صفقات الخلوي وسوكلين والسوليدير الى أن وصلت ثروته الى ستة عشر مليارا وسبعمئة مليون دولار بعدما دخلها في أول السلطة بمليارين. فما الذي يدفع ولده اليوم الى البقاء خارج لبنان بعدما بدد ثروة أبيه؟
من حق سعد الحريري اليوم تكرار التجربة "زي ما هيي" ما دام السماسرة في مواقعهم والبلد يسير كالسلحفاة في رأي الرئيس نبيه بري، وفي الحكومة أياد مخفية تقبض على القرار على ما يقول معاونه علي حسن خليل. وما لم يقله بري أو خليله إن هذه الأيادي اسمها: نجيب ميقاتي ضباب الحكم.. يشبه هذا المشهد الذي ارتسم اليوم فوق بيروت التي لفها ضباب غريب أدى الى عرقلة خط سير الملاحة الجوية وتحويل بعض الرحلات إلى قبرص.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك