المركزية
كما غيرها من القوى السياسية، تمضي القوات اللبنانية نحو استحقاق 6 أيار، من خلال تحالفات تنسجها بكثير من التروي بعيدا من الضجيج الاعلامي، لايصال المرشحين الذين تعتبرهم قادرين على حمل مشروعها السياسي القائم على معارضة سلاح حزب الله، ومواجهة الفساد المستشري في أروقة إدارات الدولة.
غير أن مساعي معراب الهادفة إلى نسج التحالفات الانتخابية تمهيدا لتشكيل اللوائح طبقا لما ينص عليه القانون الانتخابي الجديد تصطدم، في بعض الدوائر، بالحسابات الانتخابية الضيقة التي فرضها القانون الجديد، باعتباره نسبيا لا يخلو من النكهة الأكثرية، بفعل الصوت التفضيلي على مستوى القضاء.
لكن، وعلى رغم هذه الصورة التي قد يصفها البعض بالصعبة والمعقدة، تمكنت القيادة القواتية من رسم بعض معالم لوحتها الانتخابية، لا سيما في دائرة المتن الشمالي حيث أعلنت خوضها المنازلات بلائحة يرأسها القيادي إدي أبي اللمع (ماروني)، وتضم عددا من الشخصيات المستقلة بينها الرئيس السابق لمجلس الاقليم والمحافظات في حزب الكتائب ميشال مكتف (روم كاثوليك)، والزميلة جيسيكا عازار (روم أرثوذكس)، ورازي وديع الحاج (ماروني)، وكاتبة مسرحيات الأطفال جيزال هاشم زرد (مارونية)، ولينا مخيبر (روم أرثوذكس). وبهذه اللائحة، تواجه معراب عددا من حلفاء الأمس واليوم في أحد أهم معاقلها، على رأسها الكتائب والتيار الوطني الحر، إضافة إلى خصمها التاريخي، الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي تحالف مع التيار الوطني الحر بعد مسار تفاوضي شائك.
وكما في المتن الشمالي، أبعدت الحسابات الانتخابية العددية طرفي تفاهم معراب من الالتقاء في دائرة كسروان- جبيل، ما دفع كلا منهما إلى تأليف لائحته الخاصة. وفي وقت باتت الأسماء البرتقالية المنضوية في إطار اللائحة يرأسها العميد المتقاعد شامل روكز شبه مكتملة، تفيد مصادر معراب "المركزية" بأن اللائحة القواتية في هذه الدائرة باتت قاب قوسين أو أدنى، وستكون شبيهة بتلك التي شكلناها في المتن من المستقلين، الذين نلتقي معهم في إطار تقاطع سياسي واجتماعي".
وفيما فضلت الأوساط القواتية إبقاء الأسماء طي الكتمان، وإن كان اسما رئيس بلدية جبيل السابق زياد الحواط والقيادي القواتي شوقي الدكاش محسومين، تسري معلومات في الكواليس أن من بين المرشحين المدعومين من القوات فادي روحانا صقر والنائب السابق محمود عواد، عن المقعد الشيعي في جبيل.
وفي وقت لم تصل المفاوضات الانتخابية على خط الرابية-معراب إلى أي نتائج ايجابية تنعكس تحالفا انتخابيا يجمع الثنائي المسيحي، ينبه كثيرون إلى أن دائرة كسروان جبيل تعد معقلا عونيا، تخرقه الكتائب بحضور شعبي مهم، تؤكد مصادر معراب "أننا لا نخشى شيئا . ذلك أن القوات تتمتع بحضور قوي ووازن في قضاءي جبيل وكسروان، غير أن القوانين الأكثرية السابقة كانت تمنع تظهيره"، مشددة على "أننا نخوض معركة كبيرة لإثبات الحضور القواتي الوازن في هذه الدائرة.
وفي موازاة مفاوضات وضع اللمسات الأخيرة على لائحة كسروان جبيل، تواصل القوات المساعي للالتقاء الانتخابي، مع معارضها الأول، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، في البترون، حيث يسعى الحزبان إلى كسب المعركة في مواجهة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي يخوض المنازلة للمرة الثالثة على التوالي. وإذا كان الجميل قد بادر إلى ترشيح النائب سامر سعادة عن أحد المقعدين المارونيين في القضاء، فإن القوات ماضية في تأييد مرشحها فادي سعد، في مؤشر إلى استبعاد فكرة التقاء انتخابي بين الصيفي ومعراب، وإن كان ذلك نجح في زحلة وبيروت الأولى. إلا أن مصادر معراب تؤكد أن المفاوضات مستمرة بين الطرفين، وإن كانت لا تستبعد احتمال الفشل، من دون أن يفوتها التأكيد على العلاقات القواتية الجيدة مع مختلف الأفرقاء، في إشارة إلى احتمال تحسن الوضع السياسي مع الحليف الكتائبي التقليدي في مرحلة ما بعد الانتخابات".