جاء في صحيفة "النهار": تعير الولايات المتحدة الأميركية أهمية خاصة للثروة الطبيعية من مرابض الغاز والنفط في المنطقة الاقتصادية الخالصة الواقعة في المياه الإقليمية التي يتقاسم لبنان وقبرص واسرائيل حصصاً منها. وتعود العناية بتلك المنطقة لسببين، الأول منع وقوع مواجهة بين اسرائيل و"حزب الله"، والثاني إتاحة الفرصة أمام شركات النفط الأميركية للاستثمار.
وترجمت واشنطن هذا الاهتمام بتكليف فريديريك هوف مهمة منع حصول أي مواجهة عسكرية بين "حزب الله" واسرائيل بعد تهديدات متبادلة من مسؤولين اسرائيليين بأن الاستثمار سيتم بالقوة من الثروة الطبيعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، بعدما كشف لبنان أن الدولة العبرية قضمت 850 كيلومتراً مربعاً من المساحة التي تخصّه في تلك المنطقة. ردّ الأمين العام للحزب على التهديد الاسرائيلي بمثله، وبأن الحزب سيتصرف كمقاومة إذا أبقت اسرائيل على احتلالها مع بدء التنقيب عن الغاز من أجل تحرير المساحة المائية المحتلة.
وبالحديث عن السبب الثاني، فقد تبلّغ الأمن الأميركي أن الشركات الأميركية للتنقيب عن الغاز والنفط لن تتقدم الى أي مناقصة، ولو بسنت واحد، إذا كان هناك احتمال لاشتباكات يمكن أن تقع على تلك المنطقة بين الحزب واسرائيل.
ونقلت مصادر ديبلوماسية لـ"النهار" عن هوف أنه أبلغ بلاده بنتيجة الاتصالات التي أجراها أخيراً في كل من بيروت ونيقوسيا وتل أبيب، انه "لمس نيات طيبة لديهم" من دون أن يعطي أي تفصيلات، سوى ذكره لهم أن المحادثات التي يجريها حالياً في العواصم الثلاث تتم حول خرائط كل دولة أودعت المساحات التي تخصها في تلك المنطقة لدى الدائرة المختصة بمساحات الدول في منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، وينصح كل من لبنان واسرائيل بمباشرة التنقيب،باستثناء مساحة 850 كيلومتراً المختلف عليها مع اسرائيل التي قضمتها. ويلتقي الموفد الاميركي مع الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي – مون في هذه النصيحة، من دون أن يتمكن من الضغط على اسرائيل لتصحيح خطئها، وهو الانسحاب من المساحة المائية التي احتلتها تل أبيب.
ولفتت مصادر وزارية الى ان المسؤولين قبلوا بوساطة هوف "السلحفاتية"، وقبلوا بها ليس من أجل لبنان، بل أيضاً من أجل مصلحة أميركية. وقد سمع هؤلاء كلاماً واعداً من وزيرة خارجية قبرص ايراتو كوزاكو ماركوس التي زارت بيروت في 12/ 3/ 2012، مؤداه أن الاتفاق الذي وقعته بلادها مع اسرائيل لاستثمار الغاز، لن يكون على حساب لبنان، والمهم ما أبلغته من نتائج للاتصالات التي أجرتها باسرائيل بعد زيارة الرئيس نبيه بري لنيقوسيا حول اعادة المساحة اللبنانية المائية التي كانت قد احتلتها.
ولفتت الى أن الوفد القبرصي صادق، لكنه يبقى نظرياً الى حين انسحاب اسرائيل من المساحة المائية التي قضمتها وسحبها الاحداثيات التي أودعتها في الأمم المتحدة في نيويورك عن ملكية مساحتها في المنطقة الغنية بالغاز التي تقدر بمليارات الدولارات.
ودعت الى مطالبة واشنطن بالتعجيل في مهمة هوف الذي يتسلّم أيضاً رسمياً ملف متابعة الأزمة السورية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك