المركزية
شكّلت دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي-راشيا) آخر مفاجآت التحالفات الانتخابية "الغريبة العجيبة" مع إقفال باب تسجيل اللوائح ليل الاثنين-الثلثاء بخروج ائتلاف تحالفي في ربع الساعة الاخير بين "تيار المستقبل" والحزب "التقدمي الاشتراكي" تحت لائحة "مستقبل البقاع" التي استُبعد منها المرشّح الثاني للتقدمي النائب انطوان سعد (ارثوذكسي) ومرشّح "التيار الوطني الحرّ" شربل مارون (ماروني) وتمت العودة الى التشكيلة الاولى في اللائحة التي تضم: زياد القادري ومحمد القرعاوي عن المقعدين السنيين، هنري شديد عن المقعد الماروني، غسان سكاف عن المقعد الارثوذكسي وامين وهبي عن المقعد الشيعي (جميعهم من حصّة التيار الازرق) ووائل ابو فاعور عن المقعد الدرزي.
غير ان "التيار الوطني الحرّ" الذي لم يجد مرشّحه مارون مقعداً له في اللائحة الثانية المنافسة للائحة المستقبل-الاشتراكي، "الغد الافضل" المدعومة من الثنائي الشيعي ورئيس حزب "الاتحاد" الوزير السابق عبد الرحيم مراد وتضم اليه فيصل الداود (درزي) نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي (ارثوذكسي) محمد نصرالله (شيعي من حصّة "حركة امل") وناجي غانم (ماروني) وابقت المقعد السنّي الثاني شاغراً، راكم "المفاجآت" في هذه الدائرة بإعلانه بعد اقل من 24 ساعة على إقفال باب تسجيل اللوائح تبنّي ترشيح الفرزلي "صديق التيار" وتكتل "التغيير والإصلاح" منذ الـ2005، على حد قوله، وذلك بعد اجتماع التكتل مساء الثلثاء في الرابية.
هذا التبنّي "المباغت" الذي اتى فيما حبر تسجيل اللوائح لم يجف بعد، مع العلم ان الفرزلي كان استبق الكشف عن تموضعه السياسي بعد 6 ايار باعلانه "انا مرشح العماد ميشال عون في هذه اللائحة (الغد الافضل) لم ينزل برداً وسلاماً على مناصري "التيار البرتقالي" في البقاع الغربي وراشيا الذين كانوا يأملون انضمام "رفيقهم" المناضل في صفوف التيار شربل مارون الى الحلبة التنافسية بعد حسم المفاوضات مع اركان اللائحتين.
وبحسب معلومات "المركزية" "فإن "امتعاض" مناصري التيار من استبعاد مارون تُرجم بانسحاب كوادر من "الوطني الحر" في الساعات القليلة الماضية، لاقتناعتهم بعدم تمثيل الفرزلي الخط السياسي العوني، لا بل انه اقرب الى رئيس مجلس النواب نبيه بري منه الى باسيل والتيار".
وعُلم ان "مجموعة وازنة من كوادر ومناصري التيار جمّدت نشاطاتها الحزبية والانتخابية في بلدة جب جنين مسقط رأس الفرزلي استنكاراً لما حصل مع رفيقهم مارون في ربع الساعة الاخير من المفاوضات، وهم يعتبرون ان تبنّي باسيل لترشيح الفرزلي يُعدّ بمثابة "صفقة انتخابية" لاعادة مدّ الجسور مع عين التينة كَون الفرزلي من المقرّبين من الرئيس بري بعدما قُطعت بفعل تسريب "فيديو محمرش" وما تلاه من استمرار التوتر بين وزراء ونواب "التيار الوطني" من جهة ووزراء ونواب "الحركة" من جهة اخرى على خلفية ملفات عدة".
وعن السبب وراء عدم ضمّ مارون الى لائحة "المستقبل" بدلاً من هنري شديد ما دام التياران في شهر عسل انتخابي في اكثر من دائرة، عُلم ايضاً "ان "التيار الازرق" ابلغ منذ بداية مشوار المفاوضات الانتخابية مع "التيار" وحزب "القوات اللبنانية" والقوى السياسية الاخرى على الساحة البقاعية، ان المقعد الماروني من حصّته وانه لن يتخلّى عنه لاي كان، انطلاقاً من انه تيار سياسي عابر للطوائف والمذاهب".
والاستياء في صفوف مناصري التيار ينسحب ايضاً على قيادة "الاشتراكي" بعد استبعاد مرشّح الحزب انطوان سعد بعدما كان تبلّغ انضمامه الى لائحة "مستقبل الغد"، وهو ما دفع النائب وليد جنبلاط الى وصف ما حصل في مفاوضات البقاع الغربي وراشيا بـ"حلف المصالح والسلطة، حلف الاصلاح المزيّف". قائلاً في تغريدة "كم يفتقر البعض من التيارات السياسية الذوق والاناقة في التعاطي مع الغير. وكم الشعارات السياسية التي ينادون بها فارغة وتافهة. خسرنا في آخر لحظة رجل مبدأ اللواء انطوان سعد في مواجهة حلف المصالح والسلطة، حلف الاصلاح المزيّف".