بقيت الحركة الدبلوماسية الفرنسية سائرة تحت الظل وخلف ستارة إعلامية حاجبة للرؤية على هامش الحركتين الإيرانيّة والأميركيّة. وذكرت مصادر دبلوماسيّة فرنسية لصحيفة "الجمهورية" أنّ نائب مدير إدارة مصر ولبنان وسوريا في الخارجية الفرنسية ألكسي لوكورغراف ميزون عقد لقاءات غير معلنة في السفارة الفرنسية مع عدد من القيادات السياسية من مختلف الأطياف اللبنانية ومن بينهم وفد من "حزب الله" ضمّ النواب علي فيّاض ونوّار الساحلي وعمّار الموسوي.
وعلمت " الجمهورية" أنّ مهمّة ميزون تندرج في إطار مسعى فرنسي من أجل دفع الوضع اللبناني إلى آفاق تأليف حكومة ترأسها شخصية توافقيّة، وذلك في ظلّ العقبات التي تعترض مهمة ميقاتي في تأليف الحكومة العتيدة منذ تكليفه في 25 كانون الثاني الماضي، حيث لم تقبل قوى 14 آذار المشاركة في حكومة وحدة وطنية، ومن ثم لم تتمكّن قوى 8 آذار من تأليف الحكومة التي تريد، على رغم أنها الأكثرية التي سمّت ميقاتي لهذه المهمة.
وقالت مصادر مطّلعة إنّ باريس ترى أنّه في ظلّ التطورات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة، والتي يُخشى أن تكون لها انعكاسات سلبيّة على لبنان، فإنّ من مصلحة الأطراف السياسيّة اللبنانية الانخراط في حكومة وحدة وطنية لدرء هذه الانعكاسات وتجنيب لبنان أيّ أزمات جديدة.
وأوضح أحد نوّاب الحزب أنّ اللقاء بين ممثلي الحزب وميزون "كان بناء لطلب الدبلوماسية الفرنسية وفي إطار سلسلة لقاءات عقدها مع مختلف الأطراف في لبنان، ولم يحمل اللقاء أيّ مفاجآت. وأضاف: "إن السيّد ميزون كان واضحا منذ البداية عندما أكّد الرغبة بالاستماع إلى الفئات اللبنانية كافة، وما يهمّه أن يطّلع على حقائق الأمور من منابعها وليس لديه أيّ مبادرة. ولذلك فقد طرح الدبلوماسي الفرنسي على الوفد النيابي أسئلة كثيرة وعامة لم تستثنِ موضوعا من الظروف التي أدّت إلى تعثر مهمة ميقاتي، كما بالنسبة إلى الوضع في جنوب لبنان وما شهدته الحدود مع فلسطين المحتلة، ومدى ارتباط ما حصل بمهمّة القوات الدولية (اليونيفيل) في المنطقة. وطلب توضيحات حول سلّة من المعلومات والمفاهيم التي يريد أن يستوضحها، وكنّا صريحين في شرح موقفنا من كلّ التطوّرات. كما تناول البحث سلسلة من القضايا الأخرى من كلّ جوانب الحياة السياسية في لبنان والمنطقة، وعن رأينا في أحداث سوريا وما تتعرّض له، كما بالنسبة إلى ما سمّاه الموفد الفرنسي الأسباب التي دفعت في اتجاه الثورات العربية في المنطقة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك