لم يكشف اي جهاز امني، حتى تاريخه، عن نوعية الرصاص المستخدم في محاولة اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ووفق رواية "القوات" ان رصاصتين من عيار 12.7 و14.5ملم اطلقهما قناصان استهدفتا جعجع في حديقة دارته في معراب، وان الادلة الجنائية تفحص بقايا هاتين الرصاصتين لتحديد نوعما ومكان صنعهما، وتؤكد معلومات ضابط امني كبير رواية "القوات" ونوع السلاح المستخدم في محاولة الاغتيال. لكن معلومات اخرى اشارت الى ان "الرصاصات الثلاث اخترقت مكتبه عبر زجاج مضاد للرصاص والاطار الخشبي للنافذة، وان رصاصتين بلغتا المكان واستقرت الثالثة في الشباك" في السياق يوضح القيادي في "القوات اللبنانية" العميد المتقاعد وهبة قاطيشا لـ"النهار" ان من يحدد طبيعة السلاح المستخدم في محاولة الاغتيال هي الاجهزة الامنية والادلة الجنائية، لكن حتى اليوم لا يوجد تقرير رسمي، وبالتالي فان الحديث عن السلاح، المستخدم ونوعيته يبقى في سياق الفرضيات".
اما في شأن ما تردد بعد حادثة معراب عن ان البنادق المستخدمة هي من عيار 12.7 ملم، و14,5 ملم، فيقول قاطيشا "هذان النوعان من البنادق الرشاشة متوافران لدى الجيش اللبناني، وعادة ما يستعملان للقنص، ولا يدخلان ضمن الاسلحة التقليدية. لكن عدد هذه البنادق قليل جدا، وهذه الاسلحة تستخدم في "مكافحة الارهاب" ويشير الى ان هذا النوع من الاسلحة لا يتم تداوله في عمليات البيع والشراء في السوق السوداء المحلية.
اما عن المواصفات التقنية لهذه الاسلحة فيقول قاطيشا يصل مدى هذه البنادق الى 2000 متر، وهي اسلحة للرشق (اي تطلق رشقاً) وايضا تطلق طلقة طلقة، وسبق ان استخدمتها عناصر "فتح الاسلام" في معارك نهر البارد ضد الجيش اللبناني، وبنيرانها سقط عدد من شهداء الجيش ما اضطره الى احضار عدد من هذه البنادق لمواجهة التنظيم المسلح".
اللافت ان ثمن الرشاش الواحد من عيار 12,7 و14,5، وفق قاطيشا، يصل الى 25 الف دولار اميركي، اما عن التنظيمات المسلحة التي تملك مثل هذه الاسلحة الرشاشة فيجيب "لم تظهر التنظيمات المسلحة، او على الاقل معظمها، مثل هذه الاسلحة منذ مدة طويلة، ولا بد من التنويه بان مثل هذه الاسلحة يمكن ان تستعملها المقاومة في عملياتها ضد العدو، لكن لم يستعملها اي حزب في مواجهة ميدانية داخلية.
اما العميد الركن ورئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات الدكتور هشام جابر فيؤكد ان سلاح الـ12,7 ملم موجود منذ مدة طويلة لدى الجيش اللبناني، وهو رشاش على قائمة مزدوجة وفعال على مدى 700 متر".
ويضيف "السلاح الذي قيل انه استعمل في محاولة الاغتيال، ووفق ما توافر من معطيات، استعمل من مسافة 1000 متر، ما يعني اننا امام سلاح كلاسيكي من عيار 12,7 ملم ويعود تاريخ صناعته الى الستينات من القرن الفائت، وتنتجه دول عدة منها روسيا وفرنسا".
هذا السلاح المتوافر بكثرة لدى المنظمات الفلسطينية منذ السبعينات والثمانينات من القرن الفائت، ويسمى ايضا بسلاح الـ500 وفي السياق يوضح قائد "كتائب شهداء الاقصى" اللواء منير المقدح ان السلاح من عيار 14,5 هو رشاش يستخدم ضد الطائرات، ويوجد منه نوع آخر يستعمل للقنص، وهناك نوع متطور منه يصل مداه الى 6 كليومترات"، اما عن امتلاك المنظمات الفلسطينية حاليا لهذا النوع من الاسلحة فيجيب "لفترة طويلة امتلكنا مثل هذه الاسلحة، ولكنها اليوم غير متوافرة لدينا، ولكن يمكن الحصول عليها من تجار السلاح". ويلفت المقدح الى انه لا يوجد سلاح قنص من نوع 12,7 او الـ500".
وسط هذا التضارب في المعطيات التقنية التي يشرحها الخبراء العسكريون الثلاثة يصف العميد الركن جابر محاولة الاغتيال التي تحدث عنها جعجع "وفق ما رشح ان المسافة التي اطلقت منها الرصاصات تصل الى 1000 متر، وهذا الامر لا يمكن ان يتم عبر بندقية 12,7 ملم"، ويعتقد جابر ان مثل هذه العملية يستعمل فيها هذا السلاح، اضافة الى انه لا يطلق عليها عملية او محاولة اغتيال. لانها في احسن الاحوال عملية ترهيب او تحذير".
ويذكر جابر ان بنادق بريطانية للقنص عن مسافات تصل الى 1000 متر مع هامش خطأ قليل، وان ثمن هذه البنادق يصل الى 15000 دولار مقابل 1500 دولار لبندقية الـ12,7.
نشرت "التلغراف" الانكليزية تقريراً عن ان السلاح المستعمل في محاولة الاغتيال هو من نوع "شتاير" النمسوي، وانه سبق لإيران ان اشترت 800 قطعة من هذا الرشاش، وانه تم العثور على نحو 100 منها مع مقاتلين عراقيين موالين لإيران قبل مدة.
وتخترق رصاصات "شتاير" الدروع التي يرتديها الشخص للوقاية من الرصاص، ويقدر سعر البندقية الواحدة بعشرة آلاف جنيه استرليني.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك