جاء في صحيفة "اللواء":
لا تزال محاولة اغتيال، رئيس حزب القوات اللبنانية، الدكتور سمير جعجع، ترخي بثقلها على الساحة الداخلية، مع تكشّف المزيد من المعلومات الأمنية، التي تؤكّد جديّة محاولة الاغتيال، مع ما تتضمّنه من رسائل تحذيرية، إلى جعجع وسائر قيادات الرابع عشر من آذار، التي رفعت احتياطاتها، إلى الدرجة القصوى، وسط معلومات مؤكّدة، عن وجود خطر حقيقي، على كل من رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل، ومنسّق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، ورئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة، إضافة إلى الرئيس سعد الحريري، الذي تلقى من مرجع أمني بارز، مباشرة بعد كشف النقاب عن محاولة اغتيال جعجع، نصائح بتخفيف تنقلاته الخارجية، وعدم العودة إلى لبنان، أقلّه في خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
أمام هذه المعطيات، حول جديّة الاغتيالات في لبنان، لا يزال وزير الاتصالات نقولا الصحناوي، يرفض تسليم حركة الإتصالات إلى الأجهزة الأمنية، تحت ذريعة أنّ الأمر يحتاج إلى موافقة قضائية مسبقة، تسمح بإعطاء داتا الإتصالات إلى شعبة المعلومات أو إلى مخابرات الجيش اللبناني، وفي هذا السياق، ترى مصادر مواكبة للتحقيقات، في محاولة اغتيال رئس حزب القوات اللبنانية، أنّ امتناع وزير الاتصالات عن تسليم «الداتا» للأجهزة الأمنية، عوضا عن أنه يكشف البلد أمنيا، ويشرّع بالتالي الأبواب لمزيد من محاولات الإغتيال والقتل، فإنه يعيق التحقيقات، ويعرقل عمل القضاء، الذي يحتاج إلى هذه «الداتا»، للحصول على المزيد من المعلومات التي تساعده في كشف الجهة المنفّذة، مشيرة إلى أنّ وزير الاتصالات في حجبه لـ «الداتا»، يبدو وكأنه متواطئا مع القاتل ضد الضحيّة، وهذا أمر خطير جدّا، متسائلة: لماذا «الداتا» مشرّعة أمام «حزب الله»، في حين محظورة على «14 آذار» التي قياداتها تواجه خطرا بالقتل في أي لحظة؟.
في موازاة ذلك، وعلى الرغم من تعاطي قوى الثامن من آذار، ولا سيّما التيار الوطني الحر و «حزب الله»، باستخفاف مع محاولة اغتيال رئيس حزب القوات، والتشكيك برواية الاغتيال واعتبارها ليست سوى سيناريو في خيال «القوات»، تشير المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، استنادا إلى مرجع أمني بارز، إلى أنّ الأجهزة الأمنية على اختلافها، تتعامل مع محاولة اغتيال جعجع، على أنها جريمة محبكة، كانت الغاية الأساسية منها «رأس جعجع»، ويوضح المصدر أنّ تنفيذ عملية الإغتيال، سبقها عملية رصد طويلة، لمقر إقامة الدكتور جعجع في «معراب»، متابعا على الرغم من الإجراءاعت الأمنية المشددة، المتخذة على كافة مداخل ومخارج ومنافذ المقر، تبيّن للمنفذين وبعد عملية الرصد الطويلة، التي قاموا بها، من العثور على ثغرة في الأسوار المحيطة بمنزل جعجع، عبارة عن زاوية مفتوحة على الحديقة، لا يتجاوز عرضها الـ 120سم، جرى التحضير للعملية على أساس تنفيذها عبر هذه الكوّة.
ووفق رواية المرجع الأمني، فإنه وبعد التحقيقات المكثّفة، على مدى الأسبوعين الماضيين، تمّ التوصّل إلى أنّ المنفّذين، قاموا بتثبيت قناصتين حديثتين، بمحاذاة الثغرة المكتشفة أمام أحد الأسوار، كاشفا عن أنّ المسافة التي تمّ منها إطلاق الرصاصات لا تتجاوز الكيلومتر أو الكيلومترين على أبعد تقدير، متابعا أنه جرى إطلاق الرصاصات الثلاث، بعد لحظات قليلة من توجّه جعجع إلى الحديقة.
إذا التحقيقات الأمنية المتواصلة، ساعدت لغاية الآن في العثور على ثلاث رصاصات، تمّ إطلاقها لتنفيذ الجريمة، وهذه الرصاصات باتت في عهدة الأدلة الجنائية، التي تقوم بتحليلها سعيا وراء المزيد من المعلومات، وفي هذا المجال ووفق المرجع الأمني، فإنه يتم التعامل مع محاولة اغتيال جعجع، بكثير من الجديّة، نافيا وجود أي تلكؤ من قبل الأمنية، في سبيل كشف ملابسات محاولة الاغتيال، داعيا في هذا المجال وزير الاتصالات، إلى تسليم «داتا الاتصالات» في أسرع وقت ممكن، نظرا لدورها في كشف خيوط الجريمة.
على خط مواز، تبدو «القوات اللبنانية»، مرتاحة إلى حد ما، إلى سير التحقيقات، في محاولة اغتيال رئيس الحزب، وفي هذا السياق، يشير مصدر قوّاتي بارز لـ«اللواء»، إلى أنّ «القوات اللبنانية» لديها ملء الثقة بالأجهزة الأمنية اللبنانية، وهناك تنسيق تام معها، من أجل كشف ظروف وأسباب الاغتيال، مشيرا إلى أنّه رغم جهود الأجهزة الأمنية، هناك من يعمل على عرقلة التحقيقات، غامزا من قناة وزير الاتصالات، مشيرا إلى أنّ هذا الموقف، أكبر من «الصحناوي»، الذي ينفّذ بالتوازي أوامر «حزب الله» والعماد ميشال عون.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك