د شهود عيان في حي الحصبة بالعاصمة صنعاء سقوط عدد من القتلى والجرحى في اشتباكات عنيفة تدور منذ ساعات بين قوات من الأمن والجيش اليمني ومسلحين من أتباع شيخ مشايخ حاشد صادق الأحمر، استخدمت فيها مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة.
وأوضح الشهود أن حراس منزل الشيخ صادق الأحمر يتبادلون إطلاق النار مع قوات من الأمن والجيش من مختلف الجهات، حيث سبق وأعد أتباع آل الأحمر العديد من المتارس والتحصينات على مسافة واسعة من محيط المنزل الذي كان يسكنه رئيس مجلس النواب السابق الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر قبل موته، في حين يسكن فيه حاليا جميع أبنا الشيخ الأحمر وفي مقدمتهم الشيخ صادق وأمين عام اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الشيخ حميد الأحمر، ونائب رئيس مجلس النواب الشيخ حمير الأحمر، ورئيس مجلس التضامن الوطني الشيخ حسين الأحمر، وبقية أولاد الشيخ الأحمر الذين تركوا منازلهم في بداية الأزمة اليمنية وتجمعوا في منزل والدهم.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن مبنى الوكالة يتعرض لإطلاق نار كثيف، وأن الصحافي فاروق الكمالي أصيب بطلق ناري ولم يتمكن الصحفيون من إسعافه، بسبب استمرار تبادل إطلاق النار بين حراس الوكالة الذين يتمركزون حول مبناها وأتباع الشيخ الأحمر، مشيرًا إلى أن قرابة خمسين صحفيًا محاصرين في الطابق الأرضي لمبنى الوكالة، بعد أن طال الرصاص الأدوار الأخرى من الثاني وحتى الرابع.
وفيما حذرت نقابة الصحفيين من استهداف الصحفيين المتواجدين في مبنى، قال الوريث أن أتباع آل الأحمر سيطروا على مبنى وزارة التموين والتجارة المقابل لمبنى الوكالة، ومبنى المعهد العالي للإرشاد، ومن المتوقع أن يسعوا للسيطرة على الوكالة ومبنى مصلحة المساحة والسجل العقاري ووزارة السياحة المجاورين لمبنى الوكالة.
ويقول عدد من السكان أن الاشتباكات امتدت إلى شارع جامعة الدول العربية القريب من ساحة التغيير التي يعتصم بها الشباب المطالبين بسقوط النظام ورحيل الرئيس صالح عن الحكم، وبالرغم من توقف إطلاق النار لأقل من نصف ساعة، إلا أن الاشتباكات تجددت مرة أخرى وبشكل أكثر عنفًا، بعد أن دفعت السلطات اليمنية بتعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة، قابلها توافد غير مسبوق لمسلحين من رجال قبائل حاشد إلى العاصمة صنعاء لمساندة الشيخ صادق الأحمر، وقالت مصادر متطابقة أن اشتباكات نشبت بين بعض المسلحين والقوات الأمنية في نقطة الأزرقين التي تمثل المدخل الشمالي للعاصمة صنعاء.
وكانت مصادر مطلعة قالت بأن حي الحصبة شهد توترًا غير مسبوق منذ مساء أمس، إثر قيام قوات تابعة للحرس الجمهوري بتخزين أسلحة في مدرسة الرماح القريبة من منزل الشيخ الأحمر، الأمر الذي دفع مرافقيه لمنعهم، وهو ما دفع قوات حكومية إلى القيام بمحاولة اقتحام منزل الشيخ الأحمر ظهر اليوم.
يأتي ذلك بعد يومين على مغادرة وفد مجلس التعاون الخليجي العاصمة صنعاء دون الحصول على توقيع الرئيس صالح على اتفاقية المبادرة الخليجية لاحتواء الأزمة في اليمن والحيلولة دون انحداره إلى مربع الفتنة والاحتراب الأهلي، وحملت واشنطن وباريس الرئيس اليمني مسؤولية فشل المبادرة الخليجية، التي أقر وزراء خارجية دول مجلس التعاون أمس تعليقها، بعد أن بينت أن صالح رفض التوقيع في اللحظات الأخيرة.
وعبرت وزيرة الخارجية الأميركية عن شعورها بخيبة أمل لرفض الرئيس اليمني التوقيع على المبادرة المقدمة من مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة التي تعاني منها اليمن منذ أكثر من 3 أشهر، وحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في بيان مساء الأحد صالح على الوفاء بالتزامه بنقل السلطة وفقا للمبادرة الخليجية.
من جانبها، ألقت الحكومة الفرنسية باللوم على الرئيس علي صالح لفشل مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية واصفة قراره بـ"غير المسؤول وغير المقبول"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو أن "الرئيس صالح بتراجعه عن التزاماته يتحمل مسؤولية فشل وعواقب عدم حل أزمة بلاده تجاه الشعب اليمني والمجتمع الدولي".
وجدد فاليرو مطالبة بلاده للرئيس اليمني بالتوقيع على المبادرة الخليجية التي تعد الطريقة الممكنة الوحيدة لإنهاء الأزمة في اليمن، وأكد انه في حال استمرار الرئيس صالح في رفضه لاحترام التزاماته فان "فرنسا مستعدة لاتخاذ قرار بشأنه بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وحلفائهم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك