إن الأكثرية مجتمعة ترفض تشكيل أية حكومة غير الحكومة الحالية تحت أي مسمى أتت «تكنوقراط أو حيادية» لأنها ببساطة تشكل الإسم الحركي لعودة مجموعة 14 آذار الى الحكم، بهذه الإجابة يحلو لقيادي بارز في الأكثرية الرد على من يطالب أو يأمل بتغيير الحكومة الميقاتية ، ويسهب الأكثري في التأكيد لـ«الـلواء» على أن من نتائج الجلسات النيابية أنها نقلت المعارضة من الدعوة لإسقاط الحكومة إلى الدعوة لتشكيل حكومة تكنوقراط، وهذا باعتقاد الأكثري مؤشر على الهزيمة التي تعرض لها هذا الفريق في مجلس النواب حيث بدا غير متماسك وكان الهم المركزي لدى رئيسه فؤاد السنيورة «والذي كان من المفترض أن يكون المايسترو» الرد على الإتهامات الشخصية والمالية والسياسية التي طاولته نتيجة حكمه في عهوده السابقة والتي على ما يبدو أنها كانت حساسة لدرجة دفعته للبدء سريعاً بالسجالات مع نواب الموالاة ، مضيفاً بأن هذا حكماً ناتج عن معرفته ماذا جنت يداه ولسماعه التفاصيل لكل الخروقات والاتهامات الصحيحة التي وجهت له وهذا ما أحرجه وجماعته وجعل الصراخ وتوزيع الاتهامات بالمطلق يتضاءل تأثيره ليكون الارتباك والعيون الحائرة هي سمة نواب المعارضة، ونتيجة ذلك يضيف الأكثري تكون الموالاة قد سجلت بصورة واضحة لدى الرأي العام ومن خلال ردود الحكومة ونوابها ان كل الادوات التي استعملتها المعارضة سابقاً كانت «أسلحة من ورق» لا أكثر ولا أقل، ومن هنا يتأكد القول بأن شعار اسقاط الحكومة بالطريقة السابقة بات غير ممكن خاصة أيضاً بعد «نتعة» النائب سامي الجميل واضطرار هذا الفريق الى الإنسحاب من الجلسة.
ولكن يستدرك المسؤول الأكثري عبر صحيفة "اللواء" بأن ما حصل لم يلغ محاولة المعارضة بوسائل أخرى ناعمة وسلسة العمل على اسقاط الحكومة الحالية المرشحة بقوة للبقاء وخوض انتخابات 2013 وهذا هو الكابوس بحد ذاته بالنسبة للمعارضة التي باتت ملزمة بالتعامل مع هذا الواقع الجديد وخوض الإنتخابات عملياً وهي فاقدة أحد أهم أوراقها أي الاستعانة بأدوات السلطة للتزوير والمحسوبيات، ذلك أن الارتكابات التي مارستها في انتخابات 2009 واستطاعت من خلالها تغيير الكثير من الأمور لن يكون بوسعها استعمالها مجدداً في ظل وجود هذه الحكومة.
ونتيجة لذلك يضيف الأكثري «دق النفير» للحديث الناعم عن حكومة تكنوقراط تدير الانتخابات ولا تكون موالية لأي طرف أي تسمح لهؤلاء بالتلاعب كما مضى في ظل استمرار ادوات العمل الموالية لهم مما يسمح لهم حكماَ بالعودة الى الممارسات والتجاوزات السابقة.
ولاستكمال هذا الموضوع، يؤكد الأكثري كان لا بد من فرش طريق السعودية أمام «رئيس جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، وهكذا تكتمل صورة اسقاط الحكومة فمن ناحية تعاود العلاقات والدعم بين الجانبين ومن ناحية أخرى يكون الحديث عن حكومة تكنوقراط متزامنا مع تشنجات سياسية مفتعلة هو الممر لتأمين هبوط آمن لجنبلاط تحت عنوان يمكن ان يرفعه لاحقاً وهو أنه يريد التوازن في البلد بين جميع الافرقاء، مضيفاً هذا ما يأمله السنيورة وفريقه بعد رجوع جنبلاط من السعودية ولكن ما لا يدركه هؤلاء أن التوازنات التي أتت بالحكومة الحالية وجمعت بين مكوناتها السياسية وفرضت استمرارها لم تتغير وأن وليد جنبلاط ليس بالسذاجة السياسية التي يعتقدون فهو قارئ جيد ويدرك ان المطلوب منه هو أن يكون «بيدق» في لعبة اقليمية تفوق قدراته بأضعاف، ولذا يؤكد الأكثري أن جنبلاط لن يقدم زيارته السعودية وإعادة العلاقة معها على حساب الواقع الدرزي وتطلعاته وموقعه في التركيبة السياسية اللبنانية الداخلية.
وفي المحصلة يؤكد الأكثري بأن المعارضة باتت أمام مأزق حقيقي بدأت تتلمسه وهي لا تعرف كيف يمكن أن تتجنب مساره الإنحداري الذي بدأ يؤدي إلى خلخلة تماسكها وفقدانها روح المبادرة وإحساسها بالهزيمة وقلة الحيلة قبيل موعد الإنتخابات النيابية المقبلة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك