جاء في صحيفة "الشرق": يبدو «التيار الوطني» في اصراره على رهن حريته بهاجس الرئاسة الاولى، وكأنه العماد المتقاعد «مريض وهم» اكثر منه ناشط سياسي، والا ما معنى وضع رأسه برأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يتصرف مع القائد السابق للجيش وكأنه بحاجة الى طبابة من مجموعة علل، في مقدمها افتقاده الى اخلاقية التعاطي مع رئيس الدولة، فضلا عن معاناته من عقدة ذنب عائدة الى شعوره المسبق انه غير قادر ولا هو مؤهل لان يصل الى قصر بعبدا بطرق مشروعة!
عندما يتابع عون حملته على رئيس الجمهورية، فلأنه يريد اشعار حلفائه ومناصريه في آن، بانه كبير كفاية بما يسمح له بأن يغطي هزاله بالتلطي وراء احجام خصومه على تعددهم، لاسيما انه لم يفهم الى الان ان «ربطة عنق الرئاسة الاولى طويلة على رقبته» ولن يصل الى بعبدا مهما تفنن في الانحناء وتقبيل ايادي الداخل والخارج!
في اخر اطلالة اعلامية لشريك عون في الحكومة العسكرية والسلطة الانقلابية اللواء عصام ابو جمرة، قال الاخير انه فوجئ بلقاءات عون مع ضباط سوريين ومع سياسيين محسوبين على سوريا، بعد ايام قليلة من فراره الى باريس!
ويقول ابو جمرة صراحة انه «فاتح الجنرال بخطأ تصرفه، خصوصا ان حملاته على نظام حافظ الاسد بالصوت والصورة والمدفع راسخة في اذهان كل من عايش تلك المرحلة، ويتابع ابو حمزة «ان عون ابلغه في تلك الاونة انه يخطط لامر مستقبلي كبير يعيده الى الوطن على حصان سوري»!
والذين لم يستوعبوا في تلك المرحلة سبب الانقلاب في مواقف عون من السوريين وكيف تحول من الحرب عليهم الى مدافع شرس بذريعة ان قواتهم غادرت لبنان، فانه لم يشر ولا وجد في نفسه الشجاعة الكافية للقول، بل للاعتراف بانه موعود بالرئاسة شرط استمراره في ذبح الاستقلالية اللبنانية بالتحالف مع حزب الله وبالخليط العجيب - الغريب من احزاب وتنظيمات لا تفهم من الحال الوطنية سوى تأمين المراكز لقادتها!
في حملة العماد المتقاعد قسرا على رئيس الجمهورية، اشارة واضحة الى انه يتطلع الى ابعد من الانتقاد والتجريح والسب، طالما ان الرئيس سليمان على قناعة مطلقة بأن تصرفات رئيس تكتل التغيير والاصلاح لا تتجاوز مشروعه الرئاسي من غير حاجة الى ان يفهم او يستوعب استحالة وصوله الى بعبدا، الا اذا كان هناك من قد وعده بان الرئاسة الاولى محسومة لمصلحته، حتى ولو ادى ذلك الى منع اجراء الانتخابات النيابية وبعدها الانتخابات الرئاسية، حيث يفهم من بعض المقربين من عون ان لا مجال لانتظار انتخابات في حال شعر الاخير بانه سيكون مبعدا مهما ادعى انه الممثل المسيحي الابرز على الساحة اللبنانية، ربما لانه يعرف ان حزب الله لن يتخلى عنه مهما اختلفت اعتبارات الداخل والخارج!
وعندما يقال حزب الله، فان الجهة المؤيدة لعون ستضم جميع من ينطق باللسان السوري، خصوصا ان عون ومن معه يعولون على تكرار استخدام سلاح المقاومة في الداخل مثلما حصل في ايار من العام 2008، مصحوبا باقفال مجلس النواب، واقفال منطقة الوسط التجاري ونشر الخيم وما اليها من «مواقع حزبية - ديماغوجية»!
من هنا بالذات، يجمع المراقبون على ان ظروف المستقبل اللبناني المنظور ستكون اسوأ مما عليه الان من تشنج يهدد الوضع الاقتصادي - المالي والاجتماعي بالمتاعب، ربما لان ذلك يندرج في سياق الخطة السياسية لمن يهمه ان يضيع التوازن السياسي في البلد لما فيه مصلحة الغوغاء التي تدخل في صميم مشروع بعضهم؟!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك