نعى حزب "القوات اللبنانية" الرئيس السابق لجامعة القديس يوسف البروفيسور الأب سليم عبو، في بيان صدر عن الدائرة الإعلامية في الحزب، وجاء فيه:
"ينعي حزب "القوات اللبنانية" ببالغ الأسى الى جميع اللبنانيين وفاة الرئيس السابق لجامعة القديس يوسف البروفيسور الأب سليم عبو الذي يغيب عنا في أسبوع ميلاد الطفل يسوع، وهو الذي افنى شطر العمر رسولا للقيم اليسوعية النبيلة، وبشيرا للحق والحرية والانسان، ونجما مضيئا للفكر والعلم والثقافة، فولدت هذه الدينامية التثاقفية الحضارية الإنسانية التي ميزت مسيرة الأب عبو بعضا من نواة حركة طالبية استقلالية، شكلت مع سواها من المحطات الوطنية والاستحقاقات السياسية والمواقف النضالية، البراعم الأولى للربيع اللبناني الذي أزهر حرية وسيادة واستقلال.
اليوم ينكس علم آخر من أعلام الفكر الملتزم والموقف الحر والثقافة المبدعة الخلاقة في لبنان والشرق، لكن السارية تبقى منتصبة بانتظار ان يعود ويرتفع عليها اسم سليم عبو من جديد، مجسدا بأجيال وأجيال من الطلاب الخريجين الذين تدرجوا على يده، ونهلوا من فكره، وتشربوا كاسات الكرامة الوطنية من معين قلمه، ويشقون دروب المستقبل على خطاه.
لقد كان الأب سليم عبو يرمز الى الجانب الثقافي لمقاومة الإحتلال في لبنان، بما يتكامل مع الجوانب الثانية لعمل المقاومة اللبنانية دفاعا عن الكرامة والوجود والمصير، وهو إذ يغيب اليوم بالجسد عن أرضه وشعبه ورهبنته وجامعته، إلا ان المقاومة الثقافية التي أرساها وشكل عمودها الفقري خلال مسيرته الوطنية والأكاديمية، ستبقى جزءا خالدا من الإرث الحضاري للمقاومة اللبنانية على هذه الأرض، الآن والى دهر الداهرين.
رحل فيلسوف الحريات ومنظر التعددية الثقافية وتلاقي الحضارات، رحل رجل الجرأة الأدبية والمقاومة الثقافية في زمن الوصاية يوم عز فيه المقاومون وكثر فيه المتملقون، رحل أحد رجالات المقاومة اللبنانية الأوفياء الأنقياء، رحل صديق البشير، فخسارتنا كبيرة جدا، لكن ايماننا يبقى أكبر بألا تبخل أرحام الأمهات على شعبنا بأمثال سليم عبو، حاضرا ومستقبلا.
اليوم أسلم الأب سليم عبو الروح، لكن الروح التي بعثها في الحركة الشبابية الاستقلالية عبر محاضراته وكتاباته لن تسلم روحها ولن تستسلم وستبقى تشع إيمانا ونقاوة ومقاومة حتى تحقيق الحلم وولادة لبنان الجديد.
إن حزب "القوات اللبنانية" يتقدم بأحر التعازي القلبية الصادقة من عائلة الأب سليم عبو الصغرى ومن عائلته اللبنانية الكبرى، كما يتقدم بالتعازي من الرهبنة اليسوعية ومن جامعة القديس يوسف، معاهدا الله بأن تبقى ذكراه خالدة في وجدان المقاومة اللبنانية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك