كشف الضابط الأميركي، ويل باردنويربر، في كتاب له، كواليس ما حدث بين الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والحراس المسؤولين عن تأمينه، داخل السجن، وذلك بعد مرور 12 على إعدامه، الذي نفذ في 30 كانون الأول 2006.
ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، تفاصيل كتاب الضابط الأميركي عن حياة صدام حسين، الذي قال: إن "الوحدة 515 التابعة للشرطة العسكرية الأميركية في العراق كانت المسؤولة عن تأمين وحراسة الرئيس العراقي الأسبق، وأطلق عناصر الحماية على أنفسهم مجموعة "سوبر 12" وكانت مهمتهم السهر على راحته، إذ كانت الولايات المتحدة حريصة بشدة على الحفاظ على حياة صدام حسين وضمان محاكمته، لأن ذلك سيظهرها حريصة على تطبيق العدالة وليس الانتقام".
وأضاف أن "الوحدة كانت مسؤولة أيضا عن نقل سجينها من معتقله بقصره على ضفاف نهر دجلة، إلى مقر محاكمته، وإرجاعه مرة أخرى إلى زنزانته المتواضعة، برغم عدم تلقيهم التدريبات الكافية للتعامل مع سجين كان رئيسا سابقا".
ومع مرور الأيام، نشأت ألفة وصداقة خاصة بين السجين وحراسه الأميركيين، فقد كان صدام حسين يتجاذب أطراف الحديث مع عناصر الحماية، ويحرص على سؤالهم عن حياتهم الخاصة وأفراد أسرتهم، لدرجة أنه كتب قصيدة لزوجة أحدهم، وفق ما جاء في الكتاب الذي وثق تلك الفترة وتلك العلاقة.
وقال الضابط الأميركي، إن صدام كان يستمتع كثيرا بالجلوس على كرسي صغير خارج الزنزانة وأمامه مائدة صغيرة عليها علم عراقي صغير، يكتب عليها، ويدخن السيجار الكوبي الفاخر، وأثناء ذلك كان يمازح الحراس، ويقول إنه يمارس الرياضة للقفز من على أسوار سجنه كالغزال، ويضحك على نكاتهم، ويبدي اهتماما بهم، ويستمع للراديو، وأغاني المطربة الأميركية ماري بليج".
وأضاف أن صدام حسين حكى لحراسه عن كيف أحرق سيارات ابنه عدي الفارهة، بعد أن أطلق نجله النار على رواد أحد النوادي الليلية في بغداد، فقتل وأصاب العشرات، وهو ما أثار غضبه ونقل الحراس عنه قوله: "كنت غاضبا جدا أضرمت النار بكل سياراته".
ونقل أحد الحراس شهادته عن صدام، كما جاء في الكتاب، قائلا: "كنت على قناعة بأنه لو استطاع أنصاره الوصول إليه من أجل تحريره، فلن يلحق بنا الأذى، فقد كنا على علاقة جيدة معه".
وأكد أن "صدام كان يذهب إلى مقر محاكمته ليس للدفاع عن نفسه، ولكن ليلقي الضوء على الإرث الذي تركه، وكأنه يوجه كلامه لمن سيأتي بعد ذلك ليكتب التاريخ، وكانت نتيجة المحاكمة شبه محسومة، والكل كان على يقين تقريبا بأنه يواجه الموت، لكن عندما كان يعود من جلسات المحاكمة كان يعود إلى شخصيته المعهودة، ويتصرف كأنه بمثابة جد للحراس".
ويشير مؤلف الكتاب باردنوربر، إلى أن اللحظات الأقسى على الحراس، كانت في نهاية مهمتهم، وهم يسلمون صدام الذي جمعتهم به علاقة الود والصداقة، إلى مصيره المحتوم وهو الموت، مؤكدا أن الرئيس العراقي الأسبق عانق حراسه، قبل أن يسلموه للقائمين على تنفيذ حكم الإعدام، وأن الحراس لم يشاهدوا عملية الإعدام، لكنهم شاهدوا الظلال وصرير فتح الباب الذي كان يقف عليه صدام، وسقوطه وطقطقة خلع رقبته.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك