عن أولى "المعارك" داخل "حكومة العمل"
04 Feb 201913:42 PM
عن أولى "المعارك" داخل "حكومة العمل"
لم يكد يمرّ ساعات على إعلان الحكومة الجديدة، حتى بدأ الإحتدام بين بعض القوى السياسيّة المشاركة فيها، يترجم نفسه.
بعد الإجتماع الإستثنائي لكتلة "اللقاء الديموقراطي"، خرج رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط في موقف يُهاجم فيه رئيس الحكومة سعد الحريري سائلاً إيّاه: "وين الطائف اللي استشهد كرمالو بيّك"، ومعتبراً نأنّأنّ "هناك أحاديّة في تأليف الحكومة وشبه غياب لمركز أساسي في اتفاق الطائف هو رئاسة الوزارة".
وفي تصويب على رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، قال جنبلاط: "يا للأسف، هناك شبه غياب لمركز أساسي في اتفاق الطائف هو رئاسة الوزارة، ولاحقاً في المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجيّة، بدا كأنه يضع الخطوط العريضة للبيان الوزاري وكيفية العمل لاحقا من دون استشارة أحد، وهذا يطعن بالطائف".
في موازاة ذلك، رأى باسيل من بروكسل "أننا أمام مرحلة جديدة نعطي فيها فرصة للبلد والحكومة فقد جاء وقت العمل وكثيرون يبدون منزعجين حيث يبدو أنّه قبل بدء العمل ستبدأ "الحرتقة والطرطقة على الطناجر".
وكان ردٌّ صدر عن رئاسة مجلس الوزراء على مواقف جنبلاط، أتى فيه: "إن رئاسة مجلس الوزراء في ضوء ما يصدر من مواقف وتعليقات حول عملية تشكيل الحكومة، لا تجد في الكلام الذي يحاول النيل من دورها ومكانتها وادائها في معالجة الازمة الحكومية، سوى محاولة غير بريئة للاصطياد في المياه العكرة والتعويض عن المشكلات التي يعانيها اصحاب هذا الكلام والتنازلات التي كانوا اول المتبرعين في تقديمها.
ومن المفيد أن يدرك كل من يعنيه الأمر، ان رئاسة مجلس الوزراء، المؤتمنة على الطائف وعلى الصلاحيات التي اوكلها اليها الدستور، لن تكون مكسر عصا أو فشة خلق لأحد، وهي لا تحتاج الى دروس بالاصول والموجبات الدستورية من اي شخص، ولن يكون المجدي لأيٍ كان تزوير الوقائع، لا سيما ما يتعلق باعداد البيان الوزاري، والايحاءات التي تحاول تعكير المسار الحكومي بدعوى العمل على تصحيح الاوضاع".
في المقابل، أتى الردّ على باسيل من وزير الصناعة وائل أبو فاعور الذي اعتبر أنّ "عليه أن يوقف الهرطقة وأن يخفف "المونة عالبلد" وهذه المرة الاولى التي لم توزّع علينا وثيقة إتفاق الطائف في أوّل جلسة لمجلس الوزراء".
في الأثناء، قال الحريري: "بعد ما بلّشنا بالحكومة بلّشنا بالمهاترات وإذا حدا مفكّر إنو في عندو زعامة إي لا يا حبيبي مش على حساب الناس وإذا حدا مفكر يوقف بوجهي أنا"، جازماً بأنّ "من يقف في وجهي عليه أن يتنحّى وأنا مستمرّ ولو إصطدمت بأي كان".
وعلى هذا الخطّ، أوضح وزير التربية أكرم شهيّب أنّ "جنبلاط ما عم يقوّص هيدا مش قواص"، متسائلاً: "هيدا حكي بالسياسة ممنوع نحكي سياسة كمان؟ في رأي واحد بالبلد يعني؟".
ورداً على أبو فاعور، أعرب وزير الدفاع الوطني الياس بوصعب عن استغرابه حيال "القول إنّ وثيقة الوفاق الوطني لم توزَّع علينا في جلسة مجلس الوزراء الأولى في حين أنّها وُزّعت وتركها أبو فاعور عند مغادرته على الطاولة"، مُضيفاً: "لا نتصرّف بـ "المونة" بل وفق الدستور الذي سنتشدّد في تطبيقه في هذه المرحلة وإذا كان من هواجس لدى البعض فدورنا أن نتواصل معه لتبديد هذه الهواجس".