"بزنس" جديد في لبنان.. والفضيحة بالأسماء
26 Feb 201906:58 AM
"بزنس" جديد في لبنان.. والفضيحة بالأسماء
داني حداد

داني حداد

إنّه زمن محاربة الفساد. رفع المرشّحون شعاراتها في الانتخابات النيابيّة الأخيرة. حتى الفاسدين يريدون محاربة الفساد والقضاء عليه. اسمع تفرح، شاهد تاريخهم وحاضر بعضهم تحزن...
خرج في الأمس النائب حسن فضل الله، من المجلس النيابي، ليدلي بدلوه في موضوع الفساد. سبق له أن رفع الصوت في جلسة مناقشة البيان الوزاري وقبلها في مناسباتٍ عدّة. كلامٌ كان ليشعلَ ثورة لو قيل في بلدٍ آخر. ولكنّ اتهامات الفساد غالباً ما تكون من دون أسماء، وإن سُمّي أحدٌ فمن فريقٍ سياسيٍّ آخر. ولو أنّ الأحزاب كلّها التي شاركت في السلطة شريكة في الفساد، والأمثلة كثيرة. من يعيّر من هنا؟ ومن يريد محاسبة من؟ وهل الفاسد يحارب فاسداً؟ "أخرج الخشبة من عينك قبل أن تنظر الى القذى في عين الآخرين"، نكاد نقول بلغة الإنجيل.
وفي لجنة المال والموازنة جهدٌ كبير يُبذل للحدّ من الفساد، نخشى عليه دوماً من الاصطدام بتسوية سياسيّة. وكم من مرّة لم يكتمل النصاب في اجتماعات اللجنة، وتُرك ابراهيم كنعان وحيداً، على طريقة "زميلي، زميلي، لماذا تركتني؟" والعبارة من وحي الإنجيل، و"الصلب" أيضاً.
ولكن، لمحاربة الفساد وجهٌ آخر. إنّه وجه الابتزاز الذي يمارسه مستشارون وصحافيّون وحزبيّون. يقصد "زميل"، والعبارة بين مزدوجَين، مسؤولاً ما أو رئيس بلديّة ويبتزّه. ادفع وإلا جعلناك فاسداً وشهّرنا بكَ، بالصوت والصورة والقلم.
وفي الأمس وصلنا فيديو لنائب وهو "يبهدل" صحافيّاً لأنّه يتّهم بلا دليلٍ وبلا اطّلاعٍ كافٍ على القضيّة، والأخير يعترف. سُمعة الناس لعبة. ولصاحب السُمعة السيئة تسجيلٌ يهدّد فيه باختراع تهمة عن زوجة رئيس بلديّة! نِعمَ الأخلاق.
ولتكتمل صورة "بزنس" محاربة الفساد، لا بدّ، في بعض الأحيان، من زجّ اسم رئيس الجمهوريّة. "في عهد ميشال عون لن نقبل باستمرار الفساد" يقول البعض. آهٍ يا صاحب الفخامة كم من الابتزاز يُرتكب باسمك... وكم من الفساد أيضاً.
كان يمكننا أن نصدّق حملات الفساد، وأن نصفّق لها، وأن نحمل لواءها، فقط لو شملت الجميع، من وزراء ومدراء عامين وموظفين، كباراً وصغاراً، ورؤساء بلديّات من مختلف الانتماءات، وقضاة وضبّاط وإعلاميّين ومستشارين ومتعهّدين يأكلون الأخضر واليابس و... السائل.
محاربة الفساد ليست موضة ولا "موجة" ولا، بالتأكيد، "بزنس". ومن اختارها كذلك سنفضحه بالإسم، على الموقع وعبر الشاشة، لأنّه الفاسد الأكبر.
و"الإيّام جايي"...