النهار
تدرس الجهات الامنية المختصة موضوع المسيرة الفلسطينية التي ستتوجه الى الجنوب يوم الاحد المقبل في ذكرى حرب حزيران 1967، قبالة حدود فلسطين المحتلة، لتذكير اسرائيل بانها احتلت الارض قبل 63 عاما واكملت الاحتلال من 44 عاما. والهدف توجيه رسالة عن التصميم على عودة اللاجئين في الدول العربية التي لها حدود مع الدولة العبرية، الى الديار. في الخامس من حزيران الجاري، سيكررون مسيرة 15 ايار في مارون الراس في ذكرى النكبة. قبل اسبوعين دفع ثمانية من الشباب حياتهم ثمنا برصاص الجيش الاسرائيلي لرشقهم بالحجارة من داخل الاراضي اللبنانية، على الرغم من انهم لم يصيبوا احدا منهم، وكانت الرمايات عبر حاجزين من الاسلاك الشائكة. وقع نحو 100 جريح وعدد كبير من مغاوير الجيش الذين كانوا مكلفين حماية المسيرة، غير أن المؤسف رشق اللاجئين لهم بالحجارة والاشتباك معهم بالأيدي عندما حاول الجنود منعهم من التقدم الى الشريط الشائك من اجل حمايتهم، ولكن من دون جدوى. وستتكرر المسيرات الفلسطينية السلمية حتى ايلول المقبل، موعد انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة التي يسعى الفلسطينيون الى تأمين صدور توصية عنها بانشاء دولة فلسطين اذا ما استمرت اسرائيل في بناء مزيد من المستوطنات ووضع شروط اخرى تجعل استئناف المفاوضات في المسار الفلسطيني - الاسرائيلي مضيعة للوقت. ويشار الى ان الولايات المتحدة ترفض بقوة لجوء الفلسطينيين الى المنظمة الدولية لنيل الاعتراف بدولة فلسطين، في وقت كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي متحمساً لدعم التوجه الفلسطيني على اساس ان الدولة العبرية لا تسهل اي عودة للتفاوض بمعطيات يمكن ان تكون مقبولة من الطرف الفلسطيني.
لم يحدد بعد المكان الذي سيرابط فيه المشاركون في مسيرة الاحد في ذكرى النكسة، ويقول المنظمون ان تحديد المكان سيتم في اليومين المقبلين. واللافت ان قائد المقر العام لحركة "فتح" في لبنان منير المقدح دعا الامم المتحدة الى حماية المسيرة، ولم يذكر الجيش اللبناني الذي تحرص قيادة "اليونيفيل" على التنسيق معه في كل التفاصيل المتعلقة بتحرك جنودها وبأمنهم، علما ان جوهر انتدابها ينص على مساعدة الجيش اللبناني في كل ما يطلبه وفقا للامكانات المتاحة.
وافاد مصدر اممي ان قيادة "اليونيفيل" في الناقورة لم تتلق اي طلب من الجانب الفلسطيني حول مسيرة الاحد. واوضح انه لن يكون اي تنفيذ الا بالتنسيق مع قيادة الجيش. ولم يؤكد ما اذا كانت المسيرة ستنظم ام لا، لان كل شيء مرهون بالاتصالات المتوقعة.
وأشار مصدر رسمي الى ان ما حصل في مسيرة مارون الراس يدعو الى التريث في السماح بتكرار التجربة، على الرغم من الوعود المسبقة للمنظمين الفلسطينيين بضبط المشاركين.