عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى اجتماعه الدوري برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وتم التشاور في القضايا الوطنية والعربية والإسلامية العامة، واصدر بيانا تلاه عضو المجلس الدكتور عبد الاله ميقاتي الاتي نصه: "أولا، في الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، يعرب المجلس عن قلقه الشديد جراء الحادث الأمني الأليم الذي تعرضت له بعض قرى الجبل وأدى الى سقوط عدد من الضحايا، لخطورة انعكاساته على السلم الأهلي والوحدة الوطنية.
وإذ يشيد المجلس بحكمة القيادات الوطنية التي عملت على احتواء مضاعفات هذا الحادث، وعلى إعادة فرض هيبة الدولة وسلطتها، يحذر من الحسابات الفئوية والخاصة، ومن الممارسات الضيقة التي يخشى أن تعيد الأمور الى ما كانت عليه قبل مصالحة الجبل، وهي المصالحة التي تعتبر في حد ذاتها إنجازا وطنيا يجب المحافظة عليه وتثبيت أركانه.
وناشد المجلس القيادات السياسية والوطنية على اختلاف انتماءاتها إيلاء الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والعيش المشترك الأولوية على كل الحسابات والمطامح والمصالح الخاصة.
ثانيا، في الاقتصاد والأمن الاجتماعي، تابع المجلس بألم شديد كيف ان الاضطراب المفاجئ عصف بمنطقة الجبل في الوقت الذي يحتاج فيه لبنان الى أقصى درجات التضامن الوطني من أجل معالجة الأزمة المالية- الاقتصادية التي يواجهها اللبنانيون جميعا. ولذلك حذر المجلس من الانعكاسات السلبية الخطيرة لهذا الاضطراب على الوضع الاقتصادي الدقيق، والذي قد يدفع اللبنانيون جميعهم ثمنه غاليا جدا.
وناشد أركان الدولة، وخاصة المجلس النيابي، الإسراع في إقرار مشروع الموازنة، وذلك من أجل تسريع عمليات التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة ومع المؤسسات المالية الدولية الأخرى التي تعهدت بمساعدة لبنان ماليا واقتصاديا.
وأثنى المجلس على الدور الذي يقوم به رئيس الحكومة سعد الحريري لإمتصاص التوترات وردات الفعل السلبية في اطار تمسكه بالثوابت الوطنية وقواعد العيش المشترك.
ولمناسبة قرب انتهاء ولايته العادية، أعرب المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى عن تقديره لصاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية على رئاسته الحكيمة للمجلس، متمنيا للمجلس المقبل الذي وجهت الدعوة لانتخاب أعضائه، كل النجاح والتوفيق في مواصلة العمل على خدمة القضايا الاسلامية والوطنية".