ليست القصّة في الدولارات الستّة التي تمّ البحث بأن يدفعها الناس مقابل استخدام تطبيق مجاني. هذا تفصيل صغير. القصة فساد طبقة سياسيّة بغالبيّتها الساحقة. القصّة عن سلطة بلغت مرتبة العهر في سلوكها، وهي تجاهلت الإصلاحات التي تتحدّث عنها منذ أشهر، وقد أعلنت حالة طوارئ منذ شهر ونصف من دون أن نرى أيّ تدبير فعلي.
لا يجوز أن تُلقى المسؤوليّة على رئيس الجمهوريّة أو على رئيس الحكومة أو على وزيرٍ ما. المسؤوليّة على الجميع معاً. على رئيس الجمهوريّة الذي وعدنا مع فريقه بالكثير، بينما يزداد الوطن انهياراً. وعلى رئيس الحكومة الذي يبدو عاجزاً ومقصّراً في الكثير من الأحيان. وعلى وزراء ينشغل معظمهم بالسجالات ويحجمون عن الإنتاج والإنجاز. وعلى نوّاب تخلّى الكثير منهم عن دور المحاسبة.
الفساد يأكلنا. من الكهرباء الى الاتصالات الى غالبيّة الإدارات والوزارات. لا يمرّ يومٌ من دون فضيحة. تعييناتكم مصالح. خططكم مصالح. قراراتكم مصالح.
وبعد، ماذا تنتظرون لتصلحوا هذا البلد؟ هل ستجتمعون اليوم لتصدروا بياناً إضافيّاً يبقى حبراً على ورق؟ هل ستقولون، بعد، سنفعل وسنحقّق، بدل الإعلان أنّكم فعلتم وحقّقتم؟
لقد فقدنا الثقة بكم تماماً. فاخجلوا، وكفّوا عن رمي التهم على بعضكم البعض. اخجلوا وافعلوا شيئاً ما اليوم، وإلا سيليق بكم أن تكون نهايتكم في تلك المستوعبات التي أقفل بها متظاهرون الطرقات أمس.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك