توجّهت الممثلة السورية سلاف فواخرجي برسالة مؤثرة إلى والدتها الأديبة والإعلامية إبتسام أديب التي رحلت منذ أربعين يوماً. ونشرت لها الصورة المرفقة عبر حسابها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، قائلةً:
" يقولون يوم الأربعين، وما يوم الأربعين، كل يوم منه بسنين، إنه عمر من الجنون، انتظار وقهر مكنون،
وعد موسى أربعون، صوم عيسى أربعون،
ورسالة محمد في الأربعين،
بعد الولادة أربعون، بعد الممات أربعون،
ويقولون للشبه أربعون!
ونشوة العمر أربعون!
وروح الحبيب تبقى ليومها الأربعين... وانت يا أمي
ليس لشبهك ثانٍ
وأنت وعدي، وعيدي بعد صومي، ووصية الأمين
وأنت نشوة الأيام والسنين
وأنت باقية باقية... لا ترحلين
يقولون لي: إنّها حولك
تشعر بك وتراكِ،
يقولون هكذا ستسعد وهكذا ستغضب!
ويقولون ويقترحون
وما أدراهم هم،
إنّهم لا يفقهون... أنت لست حولي، بل أنت الساكنة بين الرمش والجفون... وأنت لا ترينني، بل أنت للنظر العيون... وما يعرفون هم عما يسعدك ويغضبك؟!
وأنتِ التي كنت أنا... قبل أن تومئي نجيبُ: حاضرون! قولي لهم يا أمي
فكيف عني يتحدثون... يتناقشون ويتباحثون
ويعلمونني كيف يكون الحزن،
ويقرّرون... ويسألونني لما أنت قوية إبكِ...
أين دموعك؟
هذا لا يجوز في عرف الأولين!
ولما بكيت قالوا:
لا تبكِ، إنّ البكاء كان للصغار والمستضعفين
واحترت بماذا أجيبهم وهم يثرثرون
ومن جعلهم أصلاً قضاة ومحامين،
وهل في الحزن قانون؟! قولي لهم يا أمي
إنّني قويةٌ لأنّك علّمتني أن أخجل من دمعي أمام الشهداء والراحلين،
وإنّني ضعيفةٌ كطفلةٍ حشرت بين الجموع يوم الدين،
كمؤمنةٍ فقدت حصنها الحصين،
كإنسانٍ فقد بوصلته وتاه، فبات وحيداً وحزين... إنهم بي لا يشعرون... ابتسامتي
وأديبتي
وحبيبتي
سأفعل كما كنت تطلبين
"ضعي أحمر الشفاه
ولا تأبهي وسيري أمامهم"
أليس هذا ما كنت لي تقولين؟
سأفعل...
وسأبتسم
سأبتسم يا أمي
كما كنت أنت... فهلّا يفعلون؟
أمي
هل تقرأين كلماتي هذه يا أمي
وتشجعينني وتصوبين لي
كما كنت تفعلين؟
هكذا قالوا...
إنّك تقرأين!
ليتهم يا أمي هذه المرة فقط يصدقون...".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك