أدت حرائق الغابات بالقرب من أكبر منطقة منتجة للنفط في كندا إلى إجلاء زهاء 6600 شخص من فورت ماكموري في ألبرتا، بينما طُلب من آلاف آخرين من سكان المدينة الاستعداد للمغادرة في أي لحظة.
وأثارت عملية الإخلاء ذكريات مخيفة عن حريق كبير وقع في عام 2016 ودمّر ما يقرب من 2400 منزل وشركة، وأجبر 90 ألف شخص على الفرار .
وقالت رئيسة وزراء ألبرتا دانييل سميث، خلال مؤتمر صحافي، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" إن ما يحدث يُعيد ذكريات صعبة من الحرائق المدمرة في عام 2016... "أنا متأكدة من أن هذه الذكريات ستخلق الخوف وعدم اليقين".
يُذكر أن العام الماضي، اجتاحت حرائق كبيرة البلاد من نوفا سكوتيا على ساحل المحيط الأطلسي وحتى كولومبيا البريطانية على المحيط الهادئ.
وملأ الدخان الخانق الناتج عن الحرائق في كيبيك سماء شرق كندا وأدى إلى تلوث الهواء وتدهور جودته حتى على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
وكان مسؤولون في مناطق غرب كندا، حذروا من "نشاط حرائق الغابات المتقلب"، حيث اشتعلت عشرات من الحرائق في كل أنحاء البلاد، ما أدى إلى إصدار أوامر إخلاء في المناطق المتضررة وتنبيهات بشأن جودة الهواء في عدد من الولايات الأميركية المجاورة هذا الأسبوع.
وقال مسؤولون كنديون، وفق ما نقل موقع "أكسيوس"، إن البلاد قد تواجه موسما آخر لحرائق الغابات النشطة للغاية بسبب درجات الحرارة الأعلى من المعتاد والجفاف الواسع النطاق.
يُشار إلى أنّ معظم الحرائق الـ 133 المشتعلة في كندا كانت في كولومبيا البريطانية (44) وألبرتا (45) اعتبارًا من مساء الثلاثاء، وفقًا لمركز حرائق الغابات الكندي المشترك بين الوكالات (ciffc).
وأدرج 41 من هذه الحرائق على أنها "خارجة عن السيطرة" من بينها حريق بحيرة باركر في شمال كولومبيا البريطانية، والذي أحرق أكثر من 20 ألف فدان منذ أن بدأ يوم الجمعة.
أسباب الحرائق
شهدت كندا أحد أكثر فصول الشتاء دفئا هذا العام وهو ما أدى إلى ندرة الثلوج أو عدم تكونها بالأساس في كثير من المناطق، وسط مخاوف من أن يتسبب فصل الصيف في اندلاع مزيد من حرائق الغابات والبراري مع استمرار الجفاف.
ويعاني نصف كندا من الجفاف، بينما تعد كولومبيا البريطانية، وألبرتا من المقاطعات الأكثر جفافاً، وفقاً لمرصد الجفاف في أميركا الشمالية. وتنفرد الغابات الشمالية بمثل هذه الحرائق، حيث يتزايد نشاط الحرائق مع تغير المناخ.
وتشير الدراسات إلى أن تغير المناخ يؤدي إلى مزيد من تقلبات الطقس الناجم عن الحرائق، إذ أصبحت حرائق الغابات أكثر تواتراً، كما أن تفاقم ظروف الجفاف يجعل مثل هذه الأحداث المناخية المتطرفة أكثر احتمالاً.
ومن المتوقع أن تستمر ظروف الجفاف في المناطق شديدة الخطورة في أيار، بما في ذلك المناطق الجنوبية من البراري والمقاطعات الغربية، وفقًا لبيان الحكومة الكندية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك