لا يريد جمهور نادي الحكمة أبداً أن يتذكّر ما قبل تاريخ 19 كانون الثاني 2019 بأيّ شكلٍ من الأشكال، بل يعتبر أنّ النادي ولد من جديد في هذا اليوم الذي حمل إلى الجمهور الاخضر الوفي بعد ثورته التاريخيّة، لجنة إداريّة جديدة استعادت في أقلّ من شهرين صورة النادي ونبض الحكماويّين المفترض أن يكون تركها رجلٌ استثنائي مرّ في تاريخ النادي هو الرئيس انطوان الشويري.
يُعتبر الجمهور الاخضر المنتشر في مختلف المناطق اللبنانيّة، وحتى في دول الاغتراب من الخليج العربي إلى اوروبا والاميركيّتين، أنّ ناديهم ولد من جديد مع تسلّم ايلي يحشوشي ورفاقه زمام الامور حيث عادت الحياة إلى النادي بجهود اشخاص دمّهم أخضر بدأ يسري ويتدفّق بقوّة في شرايين النادي، من فرقه إلى لجانه المختلفة وصولاً إلى جمهوره الذي بدأ يلمس فارقاً كبيراً بين ما كان يتعايش معه على مضض، وبين واقع ومستقبل مشرق بدأ يتلمّسه بعد اسابيع قليلة على التغيير فيه.
لم يعد احد من جمهور الحكمة أو من الرأي العام الرياضي اللبناني يسمع برواتب متأخرة أو لاعبين مضربين عن اللعب بسبب عدم نيلهم مستحقّاتهم، بل صاروا يتابعون أخبار زيارات اللجنة الإداريّة للرؤساء الثلاثة (في يوم واحد) وللوزراء المعنيّين ورؤساء الاتحادات دوريّاً في خطوة تعبّر عن قوّة وقدرة واسم النادي الكبير.
بات جمهور الحكمة، والجمهور الرياضي عموماً ينتظر الاحداث والاخبار الجيّدة من النادي عبر صفحاته الرسميّة، فلا يمرّ يوم من دون الإعلان عن خبر أو حدث يترك أثراً في مستقبل النادي، فمع تشكيل اللجان بدأ العمل على توحيد إعلام النادي وهو ما حصل في وقت قياسي (رغم وجود بعض المعرقلين) ونجحت اللجنة الإعلامية التي تضمّ وجوهاً معروفة في الوسط الإعلامي اللبناني المرئي والمكتوب والمسموع، في تغيير الصورة السيّئة التي رسمت عنه في المجتمع الرياضي، كما نجحت رابطة المشجعين في إعادة تكوين جسم صلب للرابطة، وتأليف مجموعات ملتزمة بالنادي وليس بأشخاص، يفوق عددهم الثلاثة الاف شخص وتقيم لهم دورات صقل وتأهيل في مختلف المناطق والاقضية، بعيداً عن الأضواء والعراضات الإعلاميّة، تحضيرا للموسم المقبل.
طبيّاً، شكلت اللجنة الإدارية للنادي لجنة طبية برئاسة الدكتور جو حداد تضمّ عدداً من الاطباء المعروفين في اختصاصات مختلفة، بدأت في إعداد استمارات خاصّة للاعبين، كما عرضت تقديم خدمات صحيّة لهم ولعائلاتهم وتحديداً تلك التي لا تغطّيها شركة التأمين، بحيث بات اللاعبون مطمئنون إلى الناحية الاستشفائية.
إدارياً، تسلّمت اللجنة الإداريّة التي اعادت العلاقات الابويّة مع مرجعيّة النادي (مطرانيّة بيروت المارونيّة ومدرسة الحكمة) مقرّاً جديداً في مبنى قدامى الحكمة يليق بإسم النادي، يتمّ تجهيزه بما يليق بنادٍ عصري، ثم جاءت خطوة قبول نائب رئيس مجلس الوزراء معالي الوزير غسان حاصباني تولّي رئاسة مجلس امناء النادي، ونوعيّة الحضور في حفل إلاعلان عن ذلك، من مرجعيّات دينيّة وسياسيّة وعسكريّة وبلديّة ورياضيّة وإعلاميّة، وكيفيّة تظهير الرسالة إلى الرأي العام، ما ترك أطيب الأثر في نفوس الجمهور والرعاة والشركات التي بدأت في العودة إلى النادي بعد البريق الذي أظهرته الإدارة في ذلك الاحتفال.
أما قمّة الوفاء، فكانت إعلان رئيس النادي ايلي يحشوشي يوم 10 آذار من كل عام يوم الرئيس انطوان الشويري في ذكرى انتقاله إلى جوار الرب.
رياضيّاً، كان لرفع الحظر المفروض من الاتحاد الدولي لكرة السلة على فريق النادي، أثر كبير في نفوس اللاعبين والجمهور خصوصاً أنّ حجم الديون المتروكة للجنة الحاليّة فاق الثلاثة ملايين دولار، وليس سهلاً أبداً أن تستطيع لجنة إداريّة القيام بما قامت به اللجنة الحاليّة في زمنٍ قياسيّ.
اما التطور البارز، فهو قرب الإداريين من لاعبي فريقي النادي، خصوصاً فريق كرة القدم الذي كان سابقا متروكا لمصيره، وباتت مبارياته تستقطب جمهوراً كبيرا إضافة إلى حضور اربعة إداريّين بينهم الرئيس وامين السر للمباراة الاخيرة امام هومنتمن، ثم جلوس رئيس النادي مع اللاعبين في ارض الملعب بعد انتهاء المباراة بفوز الحكمة، في دردشة عائليّة ابويّة، وما تسرّب عبر فيلم فيديو لبعض ما قاله الأب لابنائه وبعض ما يطمح اليه، هو ما يؤكد أنّ مستقبل اللعبة ومستقبل النادي في آمان.
أما ما تخبّئه الايام المقبلة في الحكمة، فسيكون بالتأكيد على قدر طموحات الجمهور الوفي، وقدامى الحكمويّين واللاعبين وحتى الإداريّين، فلينتظروا مفاجآت كانت بالنسبة اليهم احلامًا سيرونها تطبّق على ارض الواقع. والواقع أنّ التغيير في الحكمة ليس صعباً في ظلّ إدارة ولجان تهوى الصعوبات وتذليلها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك